خاص || أثر برس يعتبر سهل الغاب قبل الحرب على سوريا من المناطق كثيرة الخصوبة لإنتاج عدد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية (كالقمح والقطن والشوندر السكري ودوار الشمس مع عدد من الخضراوات)، ناهيك عن كونه من أهم مناطق تربية الأسماك، إلا أن الحرب أثرت بشكل كبير على كل ما سبق.
تراجع كبير في الإنتاج أثناء الحرب وبعدها
كشف مدير الثروة النباتية في هيئة تطوير الغاب المهندس وفيق زروف لـ “أثر برس” أن إنتاج القمح وصل قبل الحرب إلى نحو 200 ألف طن سنوياً، أما العام الحالي فلم يتعدى 112 طن فقط، كذلك تراجع إنتاج الشوندر السكري من 400 ألف طن بالعام قبل الحرب إلى 90 ألف طن للعام الحالي.
في ذات السياق فقد كانت إنتاجية القطن تصل إلى 22 ألف طن في 2010، بينما بلغ العام الماضي 425 طن فقط.
وبالنسبة للخطط لفت “زروف” إلى أن مخطط المساحة المقررة الرئيسية للذرة الصفراء هي 340 هكتار بينما المساحة المزروعة 244 هكتار، كذلك كان مخطط الذرة العلفية 150 هكتار بينما المساحة المنفذة 5 هكتار فقط، أيضا تراجع إنتاج التبغ عن المخطط البالغ 2400 هكتار إلى 359 هكتار مزروعة فعلياً، كذلك فإن المساحة المقررة للشوندر السكري 4322 هكتار في حين كان التنفيذ لـ3125 هكتار فقط.
في ذات السياق فقد كانت المساحة المقررة الرئيسي للفول السوداني 1274 هكتار في حين وصلت المساحة المنفذة إلى 2508 هكتار.
معوقات كبيرة ومتنوعة
لفت مدير الثروة النباتية في هيئة تطوير الغاب إلى أن هناك معوقات كثيرة أدت إلى كل هذا التراجع، أولها تهجير الأهالي من قراهم، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وغلاء المحروقات وحوامل الطاقة الأخرى وعدم توفرها بالكميات المناسبة، ناهيك عن عدم توفر المصدر المائي الدائم وخاصة بعد تخريب محطات الضخ للسدود والآبار الارتوازية، علماً أن هناك بين 15 حتى 20% من أراضي الغاب خارجة عن سيطرة الدولة.
حلول تنتظر؟
يرى الباحث الدكتور المهندس الزراعي بسام السيد أنه لا بد من عوامل للنهوض بالزراعة على مستوى سوريا وليس فقط على مستوى منطقة الغاب، وهي أن يُوجّه جزء هام من موارد البلاد لدعم الزراعة، حيث أنها تشكّل اقتصاداً قوياً ومستقلاً، كما يجب دعم الزراعات الاستراتيجية من ماء وأسمدة وغيرها (كالقمح والشعير والذرة والأرز والبقوليات) كونها غذاء للسكان ويستفاد من بقاياها كغذاء للحيوانات.
كما أشار الدكتور “السيد” إلى عوامل أخرى تساعد في نهوض القطاع الزراعي تتمثل في التخطيط الاقتصادي طويل الأمد لمضاعفة الإنتاج والحد من الاستهلاك والتخزين المحكم وادخار الفائض حتى يغطي الإنتاج الاستهلاك، كما لفت إلى ضرورة عدم الإسراف في الاستهلاك ولو كان الإنتاج وفيراً، يترافق ذلك مع وضع الأكفاء الأقوياء في الإدارة والخبرة وحسن التصرف وإشراك الناس والإدارات كلها في تنفيذ الخطط، ومصارحتهم بالواقع، وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي هو أفضل من الطلب من الأجنبي شاء أم أبى.
يشار حسب المصدر السابق إلى أن سهل الغاب كان يغذي 70% من احتياجات الناس للأسماك في سوريا عن طريق المزارع الخاصة.
لجنة لتطوير الغاب بلا نتيجة!
أكد الباحث الدكتور بسام السيد أنه تم تشكيل لجنة للنهوض بالواقع الزراعي للغاب ولكن لم يُنفَّذ شيء من مقترحاتها، باستثناء رفع سعر المحاصيل الذي تبعه رفع سعر السماد والمازوت فبقيت معاناة المزارع.
أيمن الفاعل – حماة