خاص || أثر برس لم يستطع مرض السكري أن يحول بين زينب سليمان وبين عشقها للحلويات، إذ رفضت فكرة الحرمان وتجاوزتها إلى أبعد من ذلك بابتكار طريقة خاصة بها تقوم على صناعة الحلويات بلا سكر ولا طحين، لتتطور سريعاً هذه التجربة وتتحول الى مشروع تحت عنوان “بلا سكر”.
أصناف مختلفة من الحلويات تتنوع بين المعمول، الكاتو، كرات الكاكاو وجوز الهند، كيك الشوفان، برعت زينب في صنعها ببدائل السكر والطحين، حيث يستهدف مشروعها صناعة الحلوى لمرضى السّكري، لمستخدمي الأنسولين بالدرجة الأولى، ومستخدمي الحبوب المنظمة بالدرجة الثانية، وللرياضيين ومن يتبعون نظاماً غذائياً خالٍ من السكر بالدرجة الثالثة.
عن تجربتها التي تحولت سريعاً إلى مشروع أطلقت عليه اسم “بلا سكر”، قالت زينب البالغة من العمر 23عاماً وتدرس في كلية التربية – رياض أطفال، لـ”أثر”: منذ عامين أصبت بمرض السـكري الشبابي الذي يفرض علي اتباع حمية غذائية دائمة تقوم أساساً على الابتعاد عن السكر والطحين.
وأضافت زينب: عشقي للحلويات والشوكولا كان يحول بيني وبين اتباع هذه الحمية التي كانت بالنسبة لي حمية قهر كبيرة، ولذلك فكرت بصنع حلويات بنفسي والتفكير ببديل للسكر، ومن هنا استخدمت بدائل السـكر والشوفان وطحين اللوز الذي أحضره بنفسي.
عن بدائل السكر، أشارت زينب إلى استخدام عشبة “ستيفيا” لتحلية المواد التي استخدمتها في صناعة أي صنف من أصناف الحلويات، مبينة أنها تزرع هذه العشبة في منزلها، ثم تقوم باستخلاص السائل منها والذي تستخدمه في صناعة الحلويات.
وتابعت زينب: أصبحت أصنع أصناف مختلفة من الحلويات التي تضاهي بلذتها الحلويات العادية المصنوعة من السـكر، كما كنت أقدمها لأصدقائي والضيوف الذين يعانون من مرض السكري، وكانوا يثنون على صناعتها وعلى مذاقها الطيب.
وأردفت: إعجاب كل من كان يتذوق الحلويات التي أصنعها، شجعني على تحويل هذه التجربة الشخصية إلى عامة وإطلاقها في مشروع عبر صفحة على الفيس بوك تحت عنوان “بلا سكر” بهدف مساعدة جميع الأشخاص المصابين بمرض السكري على تجاوز مرحلة الحرمان القاسية من تناول الحلويات، وأكدت أنها تصنع الحلويات بناء على طلبات الزبائن الذين يتواصلون معها.
حلم زينب لا يتوقف عند صناعة الحلويات، بل مشروع “بلا سكر” يتجاوز ذلك إلى إنتاج الخبز والبيتزا والفطائر، بدون طحين وإنما ببدائل لا تزال زينب تبحث عنها، وتضيف: طموحي أن يكبر مشروعي أكثر وأتوسع فيه لأستطيع مساعدة أكبر شريحة ممكنة بحاجه لهذه المنتجات، خاصة الأطفال، فقد تفاجأت بنسبة الأطفال المصابين بالسكري في طرطوس، ما دفعني إلى الاستمرار والعمل بشغف وحب لأرسم بسمة على وجوه الأطفال وهم يتناولون قطعة حلوى.
صفاء علي – طرطوس