29
تزامن فرض الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران، مع تأكيد الأخيرة على أنها مستعدة للوقوف إلى جانب القوات السورية في عملياتها للقضاء على الوجود الأمريكي شرق الفرات، وهنا لا بد من الإشارة إلى السبب الذي يدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى محاولة الضغط على إيران بهذه الطريقة.
وتحدث مقال في صحيفة “رأي اليوم” اللندنية عن السبب الذي يدفع واشنطن إلى الخشية من الوجود الإيراني معتبراً أن “ترامب يخشى إيران، لأنها دولة قوية، تملك ترسانة من الصواريخ والعتاد العسكري الذي يمكِن أن يدمر حلفاءه، وقواعده وقواتِه في مِنطَقة الخليج، ولهذا يَلجَأ إلى الحِصار على أمل أن يثور الشعب الإيراني ضِد حكومَتِه، وينسى الرئيس الأمريكي أنّ هذا البلد عاش تحت الحصار أربعين عاماً ولم يرفع رايات الاستسلام البَيضاء ولن يرفعها”.
أما صحيفة “العرب” فتحدثت عن الواقع الذي تعانيه الولايات المتحدة في سوريا بسبب الوجود الإيراني، إذ نشرت في صفحاتها: “في نهاية المطاف، تريد الإدارة الأميركية إزالة الوجود الإيراني من البلاد، لكن هذا سيكون أمراً صعباً، والاحتمالات الواردة هي أن إيران ستتقدم في قدرتها على الولايات المتحدة في سوريا”.
وخصصت “القدس العربي” في الحديث عن التأثير الذي سيلحق بأمريكا بسبب حزمة العقوبات الجديدة، فقالت: “الحزمة الجديدة من العقوبات هي انتهاك للقانون الدولي، مثل سابقاتها، ولكنها قبل ذلك امتداد لسياسات الانعزال والغطرسة التي يعتمدها الرئيس الأمريكي منذ وصوله إلى البيت الأبيض، صحيح أن آثارها تشمل العالم بأسره، ولكن من الصحيح أيضاً أنها لا تعفي الولايات المتحدة ذاتها من العواقب الوخيمة”.
من الواضح أن العقبات لا تزال تواجه الإدارة الأمريكية من كل جانب، ومن الواضح أن بعضها أجبرها على تغيير مواقفها من بعض القضايا، كحرب اليمن وموقفها من دعم الأكراد في سوريا إضافة إلى موقفها من اتفاق منبج، فالحقائق التي كُشفت عن ضحايا اليمن بدأت بوضع الجانب الأمريكي في موقف محرج، وفي سوريا الأكراد بدؤوا يكشفون الخطة الأمريكية ويحذرون من تخلي واشنطن عنهم، ومن جهة أخرى تستمر تركيا بالتعبير عن استياءها من عدم التزام أمريكا باتفاق منبج، حيث تصب جميع هذه العقبات في مصلحة إيران.