أثر برس

بالنهاية.. من ستختار تركيا في سوريا؟

by Athr Press Z

راج الحديث الأسبوع الفائت عن اختلاف في التصريحات بين أنقرة وواشنطن حول مصير مدينة منبج السورية، حيث أكدت تركيا أنه تم الاتفاق على إخراج الأكراد في حين نفى البيت الأبيض التوصل لأي اتفاق، كما نفت “قوات سوريا الديمقراطية” خروج أي من الأكراد من منبج، وكل ذلك وسط صمت روسي حول مصير المدينة.

حيث اعتبرت صحيفة “العرب” اللندنية أن تركيا موضوعة أمام خيارين اثنين، إذ قالت:

“بإمكان أمريكا أن تستمر في تهديد تركيا بالعقوبات وتصعّدَ من لهجتها وصولاً إلى التهديد برفض التوقيع على اتفاق منبج، وحينها ستضع تركيا أمام خيارات صعبة، إما تقوية تحالفها مع روسيا، عدوها الاستراتيجي، والخيار الثاني أن تختار تركيا العودة إلى الحضن الأميركي، لكنه هو الآخر غير مضمون، مع مخاوف من تهديدات روسية لمكاسبها في عفرين وإدلب، وما سيقلب كل موازين الاستقرار في المنطقة، خاصة مع اقتراب التفاهمات الأميركية-الروسية على الملفات العالقة، وآخرها ملف الجنوب”.

وأشارت صحيفة “أوراسيا إكسبرت” الروسية إلى توترات بين تركيا و”خلف الناتو” فورد فيها:

“إذا ما أقرت الولايات المتحدة عقوبات ضد تركيا في هذه المرحلة الحرجة، فإن ذلك سيولد مزاجاً معادياً لأمريكا في المجتمع التركي. مثل هذا التطور للأحداث، يجبر تركيا على التقرب من أوراسيا، ولكن، من الواضح للعيان أن تركيا، يوما بعد يوم، تبتعد أكثر عن الناتو، لأن مصالح تركيا القومية تختلف كثيراً عن مصالح دول حلف شمال الأطلسي، وسيأتي يوم تغادر فيه تركيا الناتو من كل بد، وأما تطور الأحداث تالياً فيحدده سلوك الولايات المتحدة والدول الأوروبية”.

أما “الثورة” السورية فوجدت أن أمريكا ستخذل تركيا في سوريا، وعبرت عن هذا بقولها:

“هربت واشنطن لتبيع صكوك الغفران لأردوغان في الجنوب، وتعِده بمنبج على خرائط البنج السياسي.. وإن كان للعثماني عينان فليرَ أن واشنطن التي عافت طموح إسرائيل في سوريا، لن تحقق أحلام سلطان أنقرة، وهي تخلف الميعاد مع الحلفاء قبل الخصوم، ومن المعلوم أنها كما قدمت له ورقة الأكراد كذلك ستقدم الإخوان في تركيا طعماً لاصطياد أوراقها السياسية في المرحلة النهائية لتصفيات كؤوس الأقطاب العالمية.. فواشنطن تبيع وتشتري اللاعبين الإقليميين للّعب في الوقت الضائع في سوريا.. ويبدو أن خطة المرحلة لترامب وسط هذه التطورات في اللعبة الدولية هي الانسحاب السياسي التكتيكي من سورية على خرائط التسوية”.

يبدو أن مصير الحلم التركي في سوريا بخطر، فهي من جهة تريد المحافظة على علاقاتها مع أمريكا لتساعدها على إخراج الأكراد من منبج، ومن جهة أخرى تريد المحافظة على علاقاتها مع روسيا كون الأخيرة طرف أساسي ولاعب  مؤثر في الملف السوري، ما يشير إلى أن الأحلام التركية ستكون ضحية الخلافات الأمريكية-الروسية في سوريا، هذا إن كانت هذه الخلافات موجودة على أرض الواقع فعلاً.

 

اقرأ أيضاً