أثر برس

بعد الحديث عن صفقات نفط وقوة لمواجهة إيران ودمج “إسرائيل” في المنطقة.. كيف انتهت زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط؟

by Athr Press Z

جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الشرق الأوسط انتهت، وعاد بايدن إلى بلاده تاركاً وراءه وعوداً عديدة قدمها للدول العربية التي التقى بزعمائها ولـ “إسرائيل”، تتعلق بتمكينهم أكثر بالمنطقة ودمج “إسرائيل” مع الدول العربية أكثر، إلى جانب وعوده للداخل الأمريكي بعقد صفقة نفطية مع السعودىة لمعالجة العَجز الحاصل في بلاده.

المحللون العرب و”الإسرائيليون” والأمريكيون عبروا عن آرائهم بنتائج زيارة بايدن، حيث نشرت “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالاً حول الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي في جدة مع عدد من الزعماء العرب، جاء فيه:
“في غرفة مليئة بالحكام المستبدين غير المنتَخَبين والملوك المطلقين، حرص بايدن على حثهم على حقوق الإنسان”، وأضافت: “أعلن الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة لن تتنازل عن الشرق الأوسط للصين أو لروسيا في منافسة متصاعدة بين القوى العظمى في المنطقة، حيث التقى بتسعة قادة عرب خلال رحلته”.

أما بخصوص وعود بايدن لـ “إسرائيل” نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“:
“أقل ما يُقال حول نتائج هذه الرحلة أنها يجب أن تكون بمثابة دعوة لاستيقاظ إسرائيل.. فالحاجة إلى التعبير عن الحماس لزيارة رئيس الولايات المتحدة أمر مفهوم تماماً، لكن من الأفضل للقادة الإسرائيليين أن يضعوا في اعتبارهم أن الدول ستصوغ سياساتها تجاه إسرائيل وفقاً لاحتياجاتها ومصالحها، وربما تكون ثلاث دول قد مضت قدماً في التطبيع، لكن شركاء محتملين آخرين يراقبون فوائد اتفاقيات أبراهام مع الانتباه إلى إيران، وفي غضون ذلك، سيتعين على الإسرائيليين الاكتفاء بمناظر المملكة من ارتفاع 30 ألف قدم (في إشارة إلى الإعلان عن سماح السعودية للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في سمائها)”.

أما بخصوص الآمال “الإسرائيلية” المتعلقة بإنشاء قوة عسكرية عربية-“إسرائيلية” لمواجهة إيران، بعد جولة بايدن هذه، نقلت “إسرائيل اليوم” عن أستاذ دراسات الشرق في جامعة “تل أبيب”، إيال زيسر، قوله: “سيتبين أن بايدن لم يحقق حلف دفاع جوي حيال إيران خلال زيارته، لكنه نجح في أن يقرب بين روسيا وطهران، خطوة ثمنها ستدفعه إسرائيل بتقييد حرية عملها في سوريا”، مضيفاً أنه “من المهم معرفة الأمور التي امتنع بايدن عن قولها، وهي أن الشرق الأوسط لا يعنيه حقاً، وبخلاف شرق أوروبا حيث يتحمس بالصدام مع الروس، أو الشرق الأقصى الذي يستعد فيه لمواجهة مع الصينيين”.

وفيما يتعلق بعقد صفقة نفطية مع السعودية لسد النقص الحاصل في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد حرب أوكرانيا، لفتت “الأخبار” اللبنانية إلى أنه “في اللحظة التي كان فيها يضرب قبضته بقبضة ابن سلمان، كان سعر النفط يسجّل ارتفاعاً إضافيّاً يعيده إلى 100 دولار للبرميل، بعد تراجعات شهدها قبل أسبوع”، وأضافت الصحيفة أن “وعد أمريكا بالبقاء في المنطقة، محدَّد لمواجهة روسيا والصين، وبالتالي، لا يستدعي ذلك، أن تواجه واشنطن، كما تطالب الأنظمة الخليجية وإسرائيل، طهران نفسها أو نفوذها في المنطقة، أو حلفاءها من دول وتنظيمات، وهو ما يثقل على إسرائيل أوّلًا، وعلى الأنظمة الخليجية ثانياً، وهي المشغولة بحروب التسلّط العربية – العربية، وإلى تواضع الخطوة التطبيعية السعودية عبر فتْح الأجواء أمام الطائرات الإسرائيلية، فهناك إصرارٌ خليجي على منْع إعلان أحلاف تستفزّ إيران”.

يبدو أن الزيارة الأمريكية للشرق الأوسط لم تكُن مرضية لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، وإنما كانت بشكل أساسي لصالح السعودية التي تمكنت عبر هذه الزيارة من عرض نفسها كقوة عربية لا يمكن التخلي عنها في المنطقة، بعدما تعهّد بايدن عن تسلمه لسدة الرئاسة بجعلها دولة “منبوذة”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً