اهتمت الصحف العربية بالموقف الروسي من الضربة الإسرائيلية التي طالت فجر الأمس مطار دمشق الدولي، كون أن روسيا سلمت نفسها مسؤولية التنسيق بين الدول سواء التي وكلت نفسها لحل الحرب أو الدول التي دخلت بالحرب بالتنسيق مع الأطراف السورية.
فتناولت صحيفة “الرياض” إدانة الموقف الروسي لهذه الضربة حيث ورد فيها:
” قال الناطق باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” للصحافيين: نعتبر أن على كل الدول ممارسة ضبط النفس لتجنب تصاعد التوتر في منطقة مضطربة أساساً، وندعو إلى احترام سيادة سوريا.
ورداً على سؤال من صحافي حول ما إذا كانت إسرائيل أبلغت موسكو بهذه الضربة قال الناطق الروسي: إن موسكو وإسرائيل تتبادلان معلومات عبر مختلف القنوات”.
كما وجدت صحيفة “رأي اليوم” أن الرد الروسي كان هذه المرة أقل شراسة فقالت:
“الموقف الروسي بدا أقل شراسة من نظيره السابق الذي صدر في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية في آذار الماضي، حيث استدعت الخارجية الروسية وقتها السفير الإسرائيلي في موسكو وسلمته احتجاجاً شديد اللهجة، دون أن تحرك ساكناً هذه المرة.
وهذا يرتبط بالأنباء القادمة من واشنطن التي تؤكد أن “دونالد ترامب” يستعد للقيام بجولة في منطقة الشرق الأوسط في إطار خطته لتأسيس “حلف ناتو عربي”، وستكون إسرائيل حجر الزاوية في هذا التحالف بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن المؤكد أن دمشق باعتبارها الأكثر عداوة لإسرائيل ستكون على قائمة أهداف هذا الحلف .
لكن سوريا التي يخوض جيشها حرباً شرسة ضد جماعات مسلحة مدعومة أمريكياً وتركياً وخليجياً منذ ست سنوات، تشكل الخطر الوحيد على إسرائيل، وهذه الضربة على مطار دمشق تسلط الضوء على الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء استهداف سوريا، دون غيرها من الأقطار العربية من قبل العدو الإسرائيلي”.
وذكرت “الحياة” اللندنية أن:
“موسكو غضت النظر على الضربة الإسرائيلية على مطار دمشق، لتراعي سياسة ترامب في سوريا التي لاتزال إلى الآن تأخذ طابع الغموض، فالثابت لدى القيادة الروسية أن البيت الأبيض يعتمد سياسة القضم برفع عديد قواته على الأرض فيها وفي العراق من دون أن يعلن ذلك. كما تراقب موسكو تواجد المزيد من القوات الأميركية في الأراضي السورية وتستنتج منه أن واشنطن لن تفاوضها على أوضاع المنطقة إلا بعد أن تعزز وجودها أو على الأقل بعد أن تعيد التوازن المفقود.
وتعود إحدى أسباب صمت موسكو عن هذه الضربة، أن الدب الروسي يسعى إلى الاحتفاظ بعلاقاته مع القوى الإقليمية، فيساير تركيا في قصفها المناطق الكردية حتى لا تستغني عن العلاقة معه ولمصلحة عودة الحرارة إلى صلاتها مع واشنطن بمجيء ترامب، مع أن موسكو ليست في وارد مراعاة مطلب ترامب بخروج حلفاء الحكومة السورية من سوريا بدليل اعتبار لافروف أن وجودهما جاء بطلب من الحكومة السورية”.