خاص || أثر برس تتصدّر سمكة التونا العملاقة “أم عين” سوق السمك في مدينة بانياس، بعد تكرار اصطيادها بشكل شبه يومي خلال هذه الفترة من السنة، التي تعتبر موسم هجرة بالنسبة لها، بالتوازي مع التهافت على شرائها من قبل الأهالي الذين لا يستطيعون مقاومة “التونا” لما تتمتع به من مذاق طيب وتعدد أساليب طهوها، خاصة بعد قيام أصحاب المسامك بتشفيتها وبيعها بالقطع.
وأكد المحاضر في المعهد العالي للبحوث البحرية في جامعة تشرين والاختصاصي في إدارة المصائد السمكية الدكتور فراس الشاوي لـ”أثر” أن ظهور سمكة التونا “أم عين” العملاقة، ليس غريباً أو جديداً، وإنما ظاهرة سنوية تتجدد في كل عام خلال أشهر (أيلول، تشرين الأول، تشرين الثاني)، عازياً السبب وراء ذلك إلى هجرة الأسماك في هذه الفترة.
وبيّن الشاوي أن سمكة التونا، مهاجرة وليست مستوطنة في مياهنا، تأتي من غرب البحر المتوسط من المحيط الأطلسي، باتجاه شرق المتوسط ومن ثم تعود مجدداً إلى موطنها بحسب درجة حرارة المياه المناسبة لها، مؤكداً أن ارتفاع درجة الحرارة لا يلائم كافة أنواع الأسماك لذلك تبحث عن درجة حرارة متوسطة مناسبة، مبيناً أنها تكون في العمق خلال فترات الحر الشديد، وترتفع باتجاه السطح عندما تميل درجات الحرارة للاعتدال.
وأشار الشاوي إلى أن سمكة التونا العملاقة من الأسماك السابحة التي تبحث عن الغذاء وتطارد أسراب سمك السردين والبلميدا الصغيرة التي تتغذى عليها خلال تجوالها بين الأطلس والمتوسط، وعليه فإنه من الطبيعي أن يتم اصطياد أسماك تونا بأحجام كبيرة خلال موسم الهجرة.
وحسب الشاوي، تعد سمكة التونا من أنواع الأسماك المرغوبة حول العالم لطعمها المميز، وتباع في سوريا بأسعار زهيدة مقارنة بالدول الأخرى، عازياً السبب وراء ذلك إلى ضعف القدرة الشرائية في البلاد.
من جهته، أكد فراس رحمون صاحب مسمكة في سوق بانياس لـ”أثر” أن سمكة التونا العنيدة أو كما يطلق عليها تسمية أم عين العملاقة، تصطاد بشكل شبه يومي خلال هذه الفترة من السنة ويتراوح وزن سمك أم عين التي يتم اصطيادها بين 60- 200 كيلو غرام، حيث يتم شراؤها بالمزاد، ومن ثم نقلها إلى المسمكة حيث تتم تشفيتها وتقطيعها وبيعها بالقطع للزبائن الذين يتهافتون على شرائها.
وأشار رحمون إلى أن وزن سمكة أم عين التي تم بيعها اليوم في سوق السمك، بلغ نحو 70 كيلو غرام، وتمت تشفيتها وتقطيعها وبيع الكيلو الواحد لحم صافي بسعر 40000 ل.س، مضيفاً: “أحياناً نقوم بتقطيعها من دون تشفيتها وبيع الكيلو بسعر يتراوح بين 18000- 26000 ل.س حسب الأسعار في السوق”.
تجدر الإشارة إلى أن عملية اصطياد الأسماك كبيرة الحجم تتم عن طريق “الشنكل” الذي يوضع فيه طعم مميز كسمك السردين ورميها في البحر أثناء رحلة الصيد التي يقوم بها الصيادون بواسطة زوارقهم، وتتطلب عملية الصيد مناورة وعملية شد وجذب بين الصياد والسمكة التي تحاول الإفلات من “الشنكل”، مؤكداً أن هذه المناورة الشيقة تنتهي باصطياد السمكة التي تشكل رزقاً “محرزاً” للصياد لأنها تباع بسعر جيد نظراً لحجمها.
صفاء علي – طرطوس