بعد انتهاء القمة الروسية-الأمريكية التي كان ملف الشرق الأوسط وسوريا بالتحديد، أحد أهم محاور النقاش فيها، وبالتزامن مع مفاوضات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بصدد سحب بطارياتٍ مضادة لصواريخ باتريوت من دولٍ في الشرق الأوسط، مثل العراق والكويت والسعودية والأردن.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فإن واشنطن ستسحب ما يقرب من 8 بطاريات باتريوت.
وأضافت الصحيفة أنه سيتم أيضاً سحب نظام “ثاد” المضاد للصواريخ من السعودية، كما سيتم تقليص أسراب المقاتلات النفاثة المخصصة للمنطقة، وتشمل إعادة الانتشار مئات الجنود الأمريكيين العاملين في الوحدات العسكرية التي تشغل أو تدعم تلك الأنظمة الصاروخية.
وأوضحت الصحيفة أن معظم العتاد العسكري الذي سيسحب يوجد في السعودية، حيث نقلت عن مسؤولين أمريكيين، تأكيدهم على أن التخفيضات العسكرية الأمريكية الأخيرة التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، بدأت في وقت سابق من هذا الشهر، بعد مكالمة في 2 حزيران الجاري، أبلغ فيها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالتغييرات.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، أن إعادة الانتشار تأتي ضمن خطط واشنطن الرامية إلى التركيز على التحديات التي تمثلها الصين وروسيا.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يخطط فيه الجيش الأمريكي لانسحاب كامل من أفغانستان بحلول الصيف الحالي، وبعد تخفيض واشنطن في الخريف الماضي قواتها المنتشرة في العراق بمقدار النصف (ما يقرب من 2500 جندي)، وعللت ذلك بمقدرة القوات العراقية على تأمين البلاد.
وقال جيمس فارويل مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون الدعم الاستراتيجي: “إن سحب بطاريات الصواريخ يأتي في إطار مراجعة واشنطن لوضعها العسكري بالمنطقة”، مضيفاً أن الولايات المتحدة قد تركز على استخدام الدبلوماسية أكثر من القدرات العسكرية بالمنطقة.
وبدورها نقلت قناة “الجزيرة” عن الخبير العسكري مأمون أبو نوار، قوله: “إن تبرير الولايات المتحدة سحب البطاريات يتسم بالغموض، فمع أن هذه ليست المرة الأولى لسحب قوات أمريكية من المنطقة، لكن هناك تساؤلا بشأن سحب صواريخ ثاد المضادة للصواريخ البالسيتة” حيث نشرت الولايات المتحدة نظام صواريخ باتريوت في العراق بعدما تعرضت قاعدة عين الأسد التي تتمركز فيها قوات أميركية إلى استهداف صاروخي إيراني في كانون الثاني 2020، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني.