منذ أن أصدرت جامعة الدول العربية قراراً في 7 أيّار الفائت بعودة سوريا إلى مقعدها في المنظمة العربية، وجّهت دول أوروبية وغربية ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي رسائل واضحة ترفض التقارب العربي مع دمشق، في وقتٍ تصرّ فيه واشنطن وحلفاؤها على تطبيق القرار الأممي وفق رؤيتهم حصراً.
وفي هذا الصدد، جدد الاتحاد الأوروبي رفضه للتقارب العربي مع سوريا، وقال المتحدث باسمه لويس ميغيل بوينو، إنّ “قرار جامعة الدول العربية بتطبيع العلاقات مع سوريا لم يؤدِ إلى تغيير موقف الاتحاد الأوروبي”، وفقاً لما نقله موقع “عنب بلدي” المعارض.
وأوضح بوينو، أن “الاتحاد الأوروبي لا يخفف أو يرفع العقوبات المفروضة ضد سوريا، بل يناقش آخر التطورات مع “الشركاء” في جامعة الدول العربية، ويواصل دعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة”.
وأكد أنّ “أي تغيير في موقف الاتحاد الأوروبي سيحدث بمجرد استيفاء الشروط المنصوص عليها في استنتاجات المجلس الأوروبي لعام 2018، وعبر عملية التصويت المعتادة في المجلس”، مشيراً إلى أن عملية استعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية يجب أن يُنظر إليها على أنها بداية لعملية طويلة، وليست تطبيعاً كاملاً”.
وقال بوينو: “على دمشق اتخاذ خطوات ذات مصداقية كما هو منصوص في اجتماع “عمّان”، وتنفيذ قرار مجلس الأمن “2254”، والعمل بأمانة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غير بيدرسون، وفق نهج “خطوة بخطوة”.
من جهتها، ترى دمشق أنها ستنفذ ما يهمّها من القرار 2254، إذ تسعى إلى الحل السياسي الذي يستلزم القضاء على الإرهاب وإعادة إنعاش الأوضاع الاقتصادية وإزالة العقوبات المفروضة من الدول الغربية.
وعن مبادرة “خطوة مقابل خطوة”، أكد وزير الخارجية فيصل المقداد اليوم في أثناء حضوره للاجتماع الوزاري العربي مع جزر الباسيفيك في الرياض قائلاً: إنّ “مُخرجات القمة العربية الأخيرة كانت جيدة ودقيقة، فيما يتعلق بنا في سوريا أؤكد لكم أننا سِرنا مئات الخطوات، والتي لم نلق مقابلها، أي خطوة من الأطراف الأخرى”، مضيفاً: إنّ المطلوب الآن من الأطراف الأخرى هو إبداء حسن النيات والتوقف عن دعم “الإرهاب”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وكانت صحيفة “البيان” الإماراتية، نقلت عن مصادر مطّلعة في 2 حزيران الجاري قولها، إنّ “هناك محاولات عربية لإجراء وساطة بين الغرب وسوريا”.
وأضافت: إنّ “المجموعة العربية تعمل على إقناع الاتحاد الأوروبي بالانفتاح على دمشق، إلا أن الأمر يحتاج إلى انتهاج سياسة خطوة خطوة وفق ما تم الاتفاق عليه في قمة جدة”.
ووفق الصحيفة الإماراتية، فإنّ “قرار جامعة الدول العربية بعودة دمشق، وقرار إنشاء “لجنة وزارية عربية” لمواصلة الحوار المباشر مع سوريا، ومشاركة الرئيس بشار الأسد في “قمة جدة”، برهنت على أهمية عودة الحوار إلى سوريا من خلال مساعي أطراف إقليمية ودولية فاعلة في الملف السوري”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “التحركات العربية الأخيرة إزاء سوريا، دفعت الأمم المتحدة إلى زيادة تحركاتها الدبلوماسية لإنهاء تداعيات الأزمة في البلاد، والشروع بـ”عملية سلام”، تنهي 12 عاماً من الحرب، في وقت بدأت عملية الانفتاح على دمشق تأتي تدريجياً من جهات إقليمية ودولية”.
يشار إلى أنه تجسيداً للرفض الأوروبي بشأن التقارب العربي مع سوريا، فإن الاتحاد الأوروبي ألغى مؤتمراً كان من المقرر إجراؤه مع الجامعة العربية في 20 حزيران الجاري.
وأعلن السفير الألماني لدى مصر فرانك هارتمان، في 8 حزيران الجاري، إلغاء المؤتمر بسبب مشاركة سوريا فيه، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يُكتفى باجتماع بين الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بديلاً من المؤتمر، وفقاً لما نقله موقع “العربي الجديد”.
أثر برس