خاص|| أثر في ظل ازدياد ساعات التقنين الكهربائي ومع ارتفاع أسعار الجلوس في المطاعم، تضطر عدد من العائلات السورية للخروج والجلوس في الهواء الطلق بأقل التكاليف.
ويؤكد عدنان (صاحب بسطة) في دمشق، أن الانقطاعات التي تتكرر يومياً للكهرباء تشكل معاناة حقيقية لهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة خصوصاً داخل المنازل، ما يدفعهم للهروب إلى خارج المنازل للجلوس تحت ظلال الأشجار، وأحياناً الجلوس على أطراف الشوارع، ويوضح لـ”أثر” أنه يصطحب أولاده وزوجته للجلوس على المروج الخضراء الواسعة المتواجدة على أطراف الأرصفة لاحتساء القهوة وتدخين الأرجيلة فهو يجد بذلك فسحة لهم للتخلص من حالة الضجر والملل من دون مقابل مادي من جهة؛ ومن جهة أخرى للتنفس.
أما، أريج (ربة منزل) تقول لـ “أثر” إنها معتادة كل أسبوع على الخروج والجلوس على العشب الأخضر في منطقة قريبة بصحبة أولادها، إذ تقوم بشراء المقبلات والعصير لهم والجلوس لساعات طويلة، وتشرح: “لا يوجد شيء إلا له كلفة مادية فأحياناً شراء المقبلات والعصائر والمعجنات لتناولها في الهواء الطلق مكلف مادياً إلا أنني أعتبره أخف وطأة من أن أدخل إلى أي مطعم وأدفع فاتورة باهظة من الممكن أن تصل إلى 400 ألف”.
بدورها، هديل (طالبة جامعية) اتفقت مع مجموعة من زملائها على قضاء يوم الجمعة القادم في مرج أخضر قريب من منزلها الذي تقطن به في مشروع دمر الجزيرة 16، وتقول: “تقاسمنا أن يشتري كل واحد مادة من المواد فمنهم من يحضر المقبلات وآخر العصائر وانا سأحضر المعسل والفحم للأراجيل”، ولم تخف الكلفة المادية التي ستتكلفها مع زملائها إلا أنها أفضل من الذهاب إلى أي مطعم سيضطرهم إلى دفع مبالغ كبيرة”.
وتضيف هديل لـ”أثر”: “بمقارنة يسيرة فقد ذهبنا في العام الماضي إلى مطعم في الشام القديمة وطلبنا مقبلات خفيفة وأرجيلتين وعصير وعدد قليل من المناقيش وكان عددنا أربعة أشخاص دفعنا فاتورة بقيمة 350 ألفاً وشعرنا بالإحراج؛ لأننا لم نكن نملك هذا المبلغ وأتذكر حينها أن كل واحد فينا أخذ يجمع ما معه واتصلت حينها بأختي الكبرى حتى تأتي إلى حيث أنا موجودة لإكمال الفاتورة وهكذا حتى تدبرنا أمورنا، أما هذا العام فكانت فكرتنا صائبة في الجلوس بالطبيعة والاستمتاع قدر الإمكان بأقل التكاليف”.
وأشارت هديل إلى أنه “كلما كان العدد كبير لا يشعرون بالدفع؛ لأن المبلغ يتقسم على الأفراد الموجودين”.
إذاً، تبقى الحدائق والمروج الخضراء هي المتنفس الوحيد لعدد كبير من الشباب والفتيات ولعائلات التي لا يسمح لها مردودها الشهري بالخروج إلى أي مكان يتطلب منهم دفع كلف مادية لا قدرة لهم عليها، مع الإشارة إلى أن تناول وجبة في مطاعم دمشق، باتت تتجاوز الـ 35 ألفاً للشخص الواحد.
دينا عبد