خاص|| أثر أوضح رئيس مركز التنبؤ بالأرصاد الجوية شادي جاويش، أن ارتفاع درجات الحرارة بفصل الصيف سيشهد ازدياداً من عامٍ إلى آخر على المستويين المحلي والعالمي نتيجة الاحتباس الحراري؛ لكن ظاهرة “النينو” التي ستبدأ الشهر القادم تزيد من ارتفاع درجات الحرارة الموجودة فعلياً وتفاقم هذه الزيادة.
وقال جاويش لـ”أثر”: “من المتوقع أن يكون هناك صيف حار بشكل كبير بسنةٍ من السنوات الثلاث القادمة وضمنها سنة 2023؛ ولكن ليس بالضرورة أن تكون هي”.
ــ ماهي ظاهرة النينو واللانينا؟
بيّن جاويش لـ”أثر” أن ظاهرة “اللانينا” هي نمط طقس معقد يجلب مياه سطحية أكثر برودة من المعتاد في المحيط الهادئ على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية.
وحول الآثار المحلية لظاهرة “اللانينا”، أوضح جاويش أنها عموماً عكس الآثار المرتبطة بظاهرة النينو والتي تجلب مياه سطحية أكثر برودة من المعتاد في المحيط الهادئ على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية.
وأضاف جاويش لـ “أثر”: “خلال عام اللانينيا الذي انتهى هذا الشهر وفق الأرصاد الجوية العالمية، تُظهر الرياح التجارية زيادة ملحوظة في القوة، ينتج عن هذا مياه باردة بشكل غير عادي تمتد من الشرق إلى وسط المحيط الهادئ الاستوائي بينما ظاهرة النينيو التير، ستبدأ الشهر القادم، وهي تحدث عندما تتضاءل الرياح التجارية أو حتى تنعكس، مما يسمح للمياه الدافئة بالبقاء في شرق ووسط المحيط الهادئ وتنتج الرياح نتيجة فروقات الضغط الجوي، في ظل الظروف العادية ويكون الضغط الجوي مرتفعاً فوق شرق المحيط الهادئ ومنخفضاً فوق الجزء الأوسط والغربي وعند تغير هذه الظروف الاعتيادية تنتج هذه الرياح لأن درجات حرارة سطح مياه المحيط الهادئ تؤثر على الأنماط العالمية لهطول الأمطار ودرجة الحرارة المحيطة، فإن التحولات الهائلة في تيارات المحيط الهادئ تؤدي إلى تغيرات بيئية وجوية كبيرة”.
ولفت جاويش إلى أنه يوجد حالياً نشاط على الرياح فوق المحيط ينقل المياه الدافئة على السطح من الشرق إلى الغرب لتحل مكانها المياه من العمق والتي تكون باردة وبالتالي يصبح سطح المحيط الهادئ بارد في الشرق (سواحل أمريكا الجنوبية الغربية)، وهذه تسمى اللانينا؛ بينما ظاهرة النينو بالعكس تسبب ضعف الرياح وبالتالي تبقى المياه دافئة في السواحل المذكورة.
وأضاف جاويش لـ “أثر”: “ترتفع درجات الحرارة عالمياً خلال ظاهرة النينو، وتنخفض خلال ظاهرة اللانينا، وإن متوسط درجة الحرارة العالمية على مدى السنوات الثلاث الماضية كان قريباً من مستويات قياسية، وكان يمكن أن يكون أعلى من ذلك بكثير لولا تأثيرات التبريد لظاهرة اللانينا”.
وأشار إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.2 درجة مئوية سيؤدي إلى إضافة نحو 20٪ إلى الارتفاع الحالي في درجة الحرارة العالمية الناتج عن التغير المناخي، متابعاً: “هذا الارتفاع له أثر قوي في ارتفاع درجات الحرارة صيفاً على منطقتنا وبالتالي تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة؛ لكن ليس من المؤكد أنها سوف تكون خلال الصيف القادم أو العام الذي يليه”.
وقال جاويش لـ”أثر”: “إن فرصة تسجيل درجات حرارة قياسية خلال الصيف تزداد خلال العام القادم كالتي حصلت في أيلول لعام 2020 حيث بقيت درجات الحرارة أعلى من 40 درجةً مئوية لمدة عشرة أيام وذلك مع أطول موجة حر شهدتها المنطقة في تاريخ السجلات”.
وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن هناك احتمال بنسبة 93% أن يكون عام واحد على الأقل من الآن وحتى عام 2026 هو الأكثر حرارة على الإطلاق، لافتة إلى أن مرحلة اللانينا انتهت وستبدأ الشهر القادم ظاهر النينو وبالتالي سرعة تأثيرها غير معروفة هذا الصيف أو الذي يليه.
وفي وقت سابق، قال رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري لـ“أثر”: “الملامح العامة التي تشهدها الظروف الجوية تشير إلى صيف قاسٍ بسبب زيادة الاحتباس الحراري عالمياً، إذ لم تتخذ أي دولة إجراءات فعلية للحد من انتشار غاز ثاني الكربون والميتان بأعلى درجاتها، الأمر الذي يؤكد أن دول العالم ستشهد ارتفاعاً بدرجات الحرارة حتى تحل مشكلة الاحتباس الحراري وبالتالي من المتوقع أننا مقبلون على صيف قاسٍ نسبياً، وذلك منطقي نسبةً لقساوة الشتاء الذي عشناه هذا العام”.