خاص|| أثر برس تنتشر البسطات في شوارع دمشق منيرة عدد كبير من المصابيح وأشرطة الإنارة الملونة، التي تلفت نظر الزبائن وفقاً لكلام “أبو محمد”، الذي يجلس خلف بسطته متفاخراً بالإنارة التي كلفته ربع مليون ليرة، لكن من أين تزود البسطات نفسها بـ “التيار الكهربائي”؟
يجيب أحد أصحاب البسطات في منطقة المزة بالقول “من عامود البلدية”، في إشارة منه إلى أعمدة الإنارة المركبة في الطرقات، ويعترف بأن “الخط سرقة”، معتبراً الأمر طبيعياً، ولا يخفي الرجل الخمسيني استغرابه من سؤال مراسل “أثر برس”، عن السبب الذي يدفعه لـ “سرقة الخط”، ويجيب: “يعني شو أعمل.. طلع ساعة للبسطة؟”
أبو مازن مد لـ “بسطة الصبارة” خط كهرباء من أحد الأعمدة المغذية لمبنى حكومي قريب، ظن أول الأمر أن المبنى معفى من التقنين فهو عبارة عن صالة تابعة لمؤسسة “السورية للتجارة”، ليتفاجأ أنه ملزم بعيش “التقنين”، أسوة بحال بقية البلاد، ويبدو الأمر معقد التفسير بالنسبة لـ “أبو خالد” الذي يعمل على بسطة بالقرب من “جسر الثورة”، فلم يسبق له أن سأل عن مصدر الكهرباء لـ “بسطته”، ويقول: “البسطة مرخصة، ندفع بدل إشغال للبلدية، لكن لم يسألنا أحد عن مصدر الكهرباء الذي سنعتمده لإنارة البسطة، قمنا بمد خط من عمود الإنارة، وهكذا انتهى الأمر”.
صاحب إحدى البسطات التي تغذى بالكهرباء من خط معفى من التقنين، يضع براداً لبيع المياه المعلبة، ولأنها تباع مجمدة نتيجة التبريد المستمر فقد قرر رفع سعر عبوة المياه الصغيرة إلى 5000 ليرة، والكبيرة إلى 7500 ل.س، معتبراً أنه يقدم خدمة غير متوافرة في دمشق كلها، وحين سؤاله عما إذا كانت أي جهة قد سألته عن مصدر الكهرباء أجاب ببساطة “لا”.
ويشرح الرجل الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بالقول: حين حصلت على الموافقة، طلبت من فني كهرباء منزلية أن يمدد لي خط لاستجرار الكهرباء من أحد الأعمدة القريبة من المبنى الحكومي المعفى من التقنين، وبالفعل تم الأمر ليلا، وباتت البسطة (منوّرة)، ولا أعتقد أن أحد سيسأل عن كيفية تغذية البسطات كهربائياً.
من الملاحظات التي تُسجل أن أصحاب البسطات وسيارات بيع القهوة يقفون بجانب عمود إنارة دوماً، ويعتمدون الكهرباء لتشغيل عدة أجهزة مثل براد مياه – آلة صنع القهوة – سخانات مياه – أجهزة إنارة”، ويعتبر أصحاب هذه البسطات أنهم يدفعون ما يترتب عليهم من خلال بدل الإشغال الذي يُسدد للمحافظة حين الحصول على الترخيص، أما البسطات غير المرخصة فيعتبر أن “عمود الإنارة يعمل بكل الأحوال ولا ضير من استخدام الكهرباء الخاصة به”.