خاص|| أثر برس خلال ساعة وربع نفّذ “الطيران الإسرائيلي” غارتين جويتين على سوريا الأولى عند مطار حلب الدولي والآخرى جنوبي العاصمة دمشق.
يبدو أن استهداف مطار دمشق الدولي في العاشر من حزيران الفائت كان لحظة مفصيلة بملف الغارات “الإسرائيلية” على سوريا، حيث نقلت حينها صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن “مسؤولين إسرائيليين” تأكيدهم على أن “إسرائيل” تنوي التصعيد والانتقال إلى مرحلة جديدة بغاراتها على سوريا، لتشير صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية اليوم الخميس في مقال لها إلى أن “حلب هي مدينة رئيسية في شمال سوريا، وقريبة من الحدود التركية، وهي موقع غير مألوف لغارات جوية إسرائيلية”.
الموقف الروسي:
باعتبار أنه كلما نفذّت “إسرائيل” غارة جديدة على سوريا تتوجه الأنظار إلى روسيا باعتبارها تملك قدرة ديبلوماسية وعسكرية لوقف هذه الغارات، وفي هذا الصدد ظهرت موجة غضب كبيرة ضد روسيا في الداخل السوري عند استهداف مطار دمشق الدولي في العاشر من حزيران كما هو الحال الآن بعد استهداف مطار حلب، باعتبار أن ضربات من هذا النوع كان لها تأثيرات على أكثر من صعيد لا سيما الاقتصادي، أفادت وكالة “AFP” الفرنسية بأنه عام 2018 تعهّدت القوات الروسية بتجنيب مطار دمشق الاستهدافات الإسرائيلية، كما كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن اتفاق روسي – سوري – إيراني يقضي بتحييد مطار دمشق الدولي عن الاستخدام العسكري مقابل تعهّد روسي بعدم استهداف المطار من قبل الكيان الإسرائيلي، كاشفة عن اجتماع عقد بين روسيا وإيران وسوريا، تمت خلاله مطالبة موسكو بالعمل على الحد من “الغارات الإسرائيلية” على سوريا فيما أكد الضبّاط الروس، أنهم غير معنيّين بالاشتباك مع “الإسرائيليين” حماية للمصالح الإيرانية، وغير معنيّين بالاشتباك مع الإيرانيين تأميناً لـ “المصالح الإسرائيلية”، وأضافت الصحيفة “أن الجانب السوري أشار حينها إلى أن المطلوب من القوات الروسية التزام الاتفاقيات الدفاعية والأمنية الموقّعة مع الدولة السورية، والمساعدة في تأمين منشآتها الرسمية والحيوية، كالمرافئ والمطارات، من دون التذرّع بقضيّة المواقع الإيرانية خارج هذه المنشآت”.
لكن رفض روسيا اتخاذ إجراء فعلي ضد الغارات “الإسرائيلية” لم يمنعها من إدانة هذه الغارات، حيث قالت حينها المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “مضطرون للتأكيد على أن القصف الإسرائيلي المستمر لأراضي سوريا أمر غير مقبول إطلاقاً، والأعمال غير المسؤولة تخلق مخاطر على الحركة الجوية والدولية وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي”.
أما بخصوص الضربة المزدوجة التي نفذتها “إسرائيل” مساء أمس، فلم يصدر -حتى ساعة إعداد هذه المادة- أي موقف روسي، إلّا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد صبيحة هذه الضربة خلال خطابه في “يوم المعرفة” في معهد موسكو للعلاقات الدولية أنه “بالرغم من بعض التقلبات في العلاقات مع إسرائيل ومع الحكومة الإسرائيلية الحالية، فإننا بالطبع لدينا مصلحة استراتيجية في تطوير العلاقات مع هذا البلد وبناء مؤسسة اقتصادية وتكنولوجية وثقافية وصحية”، وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية، دون أي تعليق على الغارتين “الإسرائيليتين” في سوريا.
ماذا الآن إذاً..؟
يبدو أن “إسرائيل” اتخذت قرار التصعيد في سوريا، ويبدو أن هذا القرار قوبل بخطوة جديدة من الداخل السوري، حيث بدأ التصعيد ضد القواعد الأمريكية هناك، حيث شهد آب الفائت خمسة استهدافات للقواعد الأمريكية في سوريا، ووفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين، فإن التصعيد ضد القواعد الأمريكية في آب كان تصعيداً غير مسبوق، لافتين إلى أنه جاء رداً على تصاعد الغارات “الإسرائيلية” على سوريا، حيث تعمل هذه القواعد الأمريكية على تزويد الطائرات “الإسرائيلية” بمعلومات استخباراتية إلى جانب تقديم خدمات لوجستية لها، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
التحليلات الأمريكية والعربية رجّحت مؤخراً ارتفاع وتيرة “الغارات الإسرائيلية” على سوريا وبالمقابل رجّحت تزايد الضربات على القواعد الأمريكية في سوريا، وسط تساؤلات تدور داخل الأوساط السياسية الأمريكية، حول الغاية الحقيقية من الوجود الأمريكي في سوريا، حيث أفادت قناة “DW” أن “بعض الأمريكيين يشككون في سياسة بلادهم في سوريا”، وسط توقعات بأننا قد نكون أمام مشهد أكثر سخونة.
.
زهراء سرحان