بعد إسقاط منظومة الدفاع الجوية الإيرانية، طائرة تجسس أمريكية مسيّرة دخلت الأجواء الإيرانية يوم الخميس الفائت، وبالتزامن مع التوترات الإيرانية ـ الأمريكية التي زادت مؤخراً والحديث عن احتمال حدوث حرب، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لم يلغِ الأمر بضرب إيران، لكنه أوقفه فقط في هذه المرحلة، الأمر الذي وصفه العديد من المراقبين بـ “التهديد المبطن”.
حيث غرد ترامب على حسابه في “تويتر” أمس السبت قائلاً: “لم أتراجع عن ضرب إيران، كما يقولون، لكنني أوقفت التنفيذ فقط في هذه المرحلة”، وذلك بعد أن أعلن يوم الجمعة أنه يأمل في تجنب الحرب مع إيران.
المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي قال في مقابلة مع وكالة “تسنيم” الإيرانية: “إذا قام العدو وخصوصاً الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة بخطأ إطلاق النار على البارود الذي تقف عليه الولايات المتحدة، فإن مصالحها ستشتعل”، مؤكداً في الوقت نفسه أن إيران لن تبدأ أي حرب، وأن أي خطأ يرتكبه “العدو” سيواجَه برد قوي،واعتبر أن التفاوض مع الأمريكان هو “تهديد حقيقي لإيران”.
وفي السياق، قال قائد القوى الجوية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده: “إذا كررت الولايات المتحدة اختراق الأجواء الإيرانية فسترد طهران بالطريقة ذاتها التي تعاملت بها مع الاختراق السابق”، مع الإشارة إلى أن الدفاعات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني أسقطت صباح الخميس الفائت، طائرة تجسس أمريكية فوق محافظة هرمزغان جنوبي غرب البلاد.
وكان ترامب قد أعلن يوم الجمعة الفائت، أنه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربة ضد إيران لتفادي وقوع خسائر بشرية كبيرة، مواصلاً في الوقت نفسه تهديده بالرد على طهران التي أسقطت الطائرة المذكورة. اللافت في الأمر أن ردات فعل ترامب كانت متفاوتة، حيث أشاد أمس بإيران، التي أسقطت الطائرة الأمريكية، قائلاً إنها تصرفت “بحكمة شديدة” كونها لم تسقط طائرة ركاب حلقت في الوقت ذاته وعلى متنها 38 شخصاً.
وكان قد احتدم التوتر بين إيران وأمريكا في الفترة الأخيرة، إثر تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران مؤخراً، بالإضافة إلى تحريك واشنطن لحاملات طائراتها في الخليج “في رسالة تحذيرية لإيران”، وفقاً لما أكده مسؤولون أمريكيون.
يذكر أن تصريحات الرئيس الأمريكي مختلفة وتتفاوت بين اليوم والثاني بحسب الضغوطات التي يتعرض لها من أركان إدارته، فهو تارةً يصرح بأنه يريد التفاوض مع إيران وتارةً أخرى يصرح بأن بلاده لا ترغب بالتفاوض، مع الإشارة إلى أن إيران أعلنت عن رفضها التفاوض مع الولايات المتحدة، والآن بعد أن كان يهدد بالحرب، عاد وسحب تهديداته.