بعد الكشف عن إصدار فتاوى شرعية في جوامع إدلب التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” تشجّع وتحثّ على القتال في أوكرانيا ضد روسيا، أكدت مصادر تابعة لقيادات “الهيئة” أنه تم نقل عدد من مسلحي “الهيئة” من إدلب إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب الجيش الأوكراني.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصادرها المعارضة أن متزعّم “هيئة تحرير الشام” المدعو “أبو محمد الجولاني” التقى مطلع الشهر الجاري في بلدة الشغر شمال مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، قياديين معظمهم من الشيشان والروس والإيغور، لحضهم على اللجوء إلى أوكرانيا، التي لا تعارض استقبالهم لتشريعها وجود “فيلق أجنبي” خاص بهم.
ولفتت المصادر التي تواصلت مع قياديي “الهيئة” إلى أن “الجولاني” قدّم وعوداً بمغريات مالية للمسلحين الراغبين بالالتحاق بالقوات الأوكرانية لامتلاكهم مهارات قتالية تلقوها في المعارك التي شاركوا فيها داخل سوريا.
وأفادت مصادر “الوطن” بأن “الجولاني” شدد بحديثه في الاجتماع على أن “العدو المشترك واحد لجميع التنظيمات الإرهابية وهو روسيا، وأن سبيل الخلاص وطوق النجاة الوحيد للمناوئين لتنظيمه مثل تنظيم حراس الدين هو مغادرة إدلب إلى أوكرانيا بدل الاستمرار في ملاحقتهم وتصفيتهم”، وفقاً لما نقلته “الوطن”.
وأوضحت المصادر أن الطريق الذي سيسلكه المسلحون من إدلب إلى أوكرانيا سيكون عبر معبر بلدة خربة الجوز غير الشرعي مع تركيا بريف جسر الشغور، الذي يعد أهم بوابة للعبور إلى تركيا، وكذلك المعابر غير الشرعية قرب بلدة دركوش شمال غربي إدلب، وحتى معبر باب الهوى شمال المحافظة.
وقدرت مصادر”الوطن” عدد المسلحين الذين غادروا إدلب إلى أوكرانيا في الأسبوعين الأخيرين بما يزيد على 70 مسلّحاً، منهم متزعمون لدى التنظيمات الجهادية مثل “عبد الحكيم الشيشاني” متزعم “أجناد القوقاز”.
في آذار الفائت أكدت مصادر أهلية في إدلب لـ “أثر” أن عدداً من خطباء المساجد ورجال الدين الذين عيّنتهم “الهيئة” باتوا يتحدثون عن “جواز القتال في أوكرانيا ضد الجيش الروسي، وحرمانية القتال لجانبه”، وعدّوا أن القتال لصالح “حكومة كييف” يعد من “جهاد الدفع”، بحجة أن الجيش الروسي يهدد أرواح المسلمين المقيمين في أوكرانيا، وبالتالي فإن على “المسلم” أن يقاتل دفاعاً عن نفسه وأهله وماله حتى وإن كان الأمر تحت راية حكومة غير مسلمة، بحسب فتوى رجال الدين التابعين لـ “الهيئة” الذين أشاروا إلى وجوب تشكيل فصائل مستقلة عن “حكومة كييف” إن أمكن ذلك، وعدّوا أن هذا يقي من شبهة “نصرة الكافر على الكافر”، وفقاً للتعبير الذي يستخدمه مرتبطون بـ”الهيئة”، وأوضحت مصادر “أثر” حينها أن ما يجري في أوكرانيا يعد “فرصة ذهبية” لـ”الجولاني” للتخلص من وجود المقاتلين الأجانب خاصة المنحدرين من أصول روسية أو من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وعلى رأسهم شخصيات بارزة مثل “مسلم الشيشاني”، الذي اقتتل “الجولاني” معه قبل مدة.
يشار إلى أنه في عام 2013 تحدثت تقارير إعلامية غربية عن وجود مقاتلين من “الجماعات الجهادية” شرقي أوكرانيا ينحدرون من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ضمن قوام حركة “القطاع الأيمن”، وتقول التقارير الغربية إن المتطرفين موجودون ضمن صفوف هذه الحركة بهدف “الجهاد ضد روسيا”، وبعد عام 2014 شهد إقليم دونباس تشكّل ثلاث فصائل إسلامية متطرفة هي “جوهر دوداييف، والشيخ منصور”، المشكلتين من مقاتلين شيشانيين، على حين تشكّل الفصيل الثالث تحت اسم “وحدة القرم”، من مقاتلين ينحدرون من أصول تتارية وتركية.