منذ أن تم الإعلان عن إغلاق قناة السويس بعد جنوح السفينة العملاقة “إيفرغيفين”، أفاد مسؤولون مصريون بأن جنوح السفينة لم يكون نتيجة الرياح وإنما نتيجة خطأ بشري دون تحديد فيما إذا كان مقصود أم غير مقصود، ليبدأ بعد ذلك الحديث عن مشروع “إسرائيلي-أمريكي” يهدف إلى فتح ممر بحري يمتد عبر صحراء النقب في فلسطين المحتلة، ويربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة، فاتحاً طريقاً إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، ونشرت صحيفة “الغارديان” حول هذا المشروع قبل أيام معدودة تقريراً يؤكد وجود نية “إٍسرائيلية” لإنشاء ممر بحري عوضاً عن السويس لتنشر فيما بعد أن تقريرها كان مجرد “كذبة الأول من نيسان”.
حيث قالت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته أمس السبت: “إن خبرها الذي يفيد بأن إغلاق قناة السويس من سفينة عالقة دفع نحو جهود إيجاد بديل على الحدود الإسرائيلية-المصرية، كان كذبة نيسان”.
ويأتي تصريح الصحيفة بعد يومين من نشرها لتقرير مفاده أن مسؤولين في الأمم المتحدة يراجعون خطط بناء قناة جديدة على طول “الحدود المصرية الإسرائيلية”، بعد أن رفضوا في السابق الأفكار الخاصة بمسار أطول بكثير عبر العراق وسوريا باعتبارها خطرة للغاية.
وبحسب ما نشرته “الغارديان” سابقاً والذي أطلقت عليه فيما بعد “كذبة نيسان” فإن الأمم المتحدة كلفت شركة الأنفاق الدولية” OFP Lariol” بإجراء دراسة جدوى عن قناة “السويس 2” التي قدرت أنه يمكن حفرها في غضون خمس سنوات.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية البريطانية، أنها على علم بالخطط التي تشرف عليها لجنة طرق التجارة التابعة للأمم المتحدة، مما زاد من مصداقية الخبر بالنسبة للقراء.
يشار إلى أن الخبر الذي نشرته “الغارديان” والذي أدرجته تحت بند “كذبة نيسان” كانت صحيفة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية قد نشرته منذ أن تم الإعلان عن إغلاق قناة السويس: حيث قالت الصحيفة الأمريكية حينها: ” الولايات المتحدة درست اقتراحاً باستخدام 520 قنبلة نووية لصنع بديل عن قناة السويس عبر إسرائيل في ستينيات القرن الماضي، لكن الخطة لم تؤت أكلها أبداً، وعلقت بأن وجود ممر مائي بديل عن قناة السويس كان من الممكن أن يكون مفيداً اليوم مع وجود سفينة شحن عالقة في المسار الضيق تسد أحد أكثر طرق الشحن البحري حيوية في العالم، وأضافت الصحيفة أنه “من المسارات المحتملة التي اقترحتها المذكرة مسار يمتد عبر صحراء النقب في إسرائيل، ويربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة، فاتحاً طريقاً إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي”.
كما أكد حينها مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي،أن هناك شكوك مصرية من “المساعي الإسرائيلية” لإقامة شبكة سكك حديد بين تل أبيب ودول خليجية مشدداً على أن “إسرائيل هي المستفيدة من تعطيل قناة السويس وضرب مرفأ بيروت، وأعتقد أن إسرائيل ستعرض أمام العالم بدائل وطرقاً أكثر أماناً من قناة السويس”.