أثر برس

بعد استئصال كتلة ورمية من قلب سيدة في دمشق.. طبيب مختص: الإصابات في سوريا قليلة جداً وتكاد معدومة لسببين

by Athr Press B

خاص || أثر برس بعد أيام من إجراء عمل جراحي لسيدة وصف بـ “النوعي والناجح” لاستئصال كتلة ورمية كبيرة الحجم من داخل جوف الأذينة اليسرى للقلب، في الهيئة العامة لمشفى الباسل لأمراض وجراحة القلب في دمشق، تحدث الدكتور سومر شلبي اختصاصي أمراض القلب والأوعية لـ “أثر” عن الأورام القلبية وهل فعلاً من الممكن أن يصاب القلب بـ “السرطان؟”.

حيث أوضح د.شلبي أن أورام القلب من الأمراض النادرة على مستوى العالم ومن الحالات غير الشائعة ومعظمها انتقالية من الأعضاء المجاورة للقلب؛ مثلاً إصابة الرئة أو المري أو الثدي بالسرطان.

وبيّن الدكتور شلبي أن أورام القلب تقسم إلى نوعين “سليمة وخبيثة”، كما تصنف إلى أورام تنشأ بالقلب وأورام تنتقل إلى القلب من مكان آخر والأخيرة هي الأكثر شيوعاً.

وقال: “أورام القلب البدئية وبجزء كبير منها تكون أوراماً سليمة، وأكثرها شيوعاً الورم المخاطي وهو كتلة ذات قوام طري مخاطي ينشأ من الأذينة اليسرى ويتدلى ليغلق الصمام التاجي وهنا تظهر الأعراض والتي تعطي مؤشراً واضحاً للإصابة به وهي نوبة فقدان الوعي التي يصاب بها المريض عند تغيير وضعية الجسم، وذلك بسبب توقف مفاجئ بالدورة الدموية وتوقف تروية الدماغ نتيجة إغلاق الصمام التاجي بكتلة الورم”.

ولفت الدكتور سومر إلى أنّ الورم المخاطي علاجه جراحياً وهو من الحالات النادرة لا تتجاوز الأربع إلى خمس حالات بكل 100 ألف شخص على مستوى العالم ومن أعراضه إضافة إلى فقدان الوعي؛ ارتفاع حرارة المريض ونقص الوزن لأن الورم يفرز وسائط التهابية بالجسم ويمكن الاستقصاء عنه بالأعراض السريرية واجراء الإيكو أو الطبقي المحوري متعدد الشرائح وكل ذلك متوفر محلياً.

أما فيما يتعلق بأورام القلب الخبيثة البدئية فهي نادرة الحدوث وتصيب الأطفال خصوصاً وقد تكون جزءاً من متلازمات وراثية، والبقيا فيها قصيرة، بحسب ما أوضحه د.شلبي لـ “أثر”.

وأشار د.شلبي إلى أنّه يمكن أن يكون القلب محطة انتقالية يمر به السرطان أو يصاب القلب بغزو مباشر للسرطان وهنا يكون المريض بالمرحلة الأخيرة ويكون السرطان منتشراً بمعظم أعضاء الجسم ونسبة البقاء لوقت طويل ضعيفة جداً.

وبيّن أنه حتى الآن لا توجد دراسات كافية “عربياً ومحلياً” عن وصول السرطان إلى القلب، مضيفاً: “توجد أورام خبيثة تنتقل إلى القلب من مكان أبعد من الأجزاء المجاورة له وتسمى الأورام المتوسطية (الساركوما) التي يمكن أن تنتقل من العضلات أو المفاصل أو العظام كما توجد أورام ليفية تكون موجودة تحت الجلد وتنتقل بالدم إلى القلب وتستقر بالرئة بنهاية المطاف.

وحول النسب والإحصاءات عن أورام القلب في سوريا، أكد الدكتور سومر شلبي اختصاصي أمراض القلب والأوعية، أنها قليلة الحدوث، مضيفاً أنها “تكاد تكون الحالات الموثقة أصولاً معدودة على أصابع اليد وذلك لسببين؛ أولهما أنّ التشخيص قد يكون متأخراً، والآخر هو عدم توثيق الحالة بسبب عدم المتابعة من الأهل والمشفى وذلك لأسباب تقتضي أن يكمل المريض علاجه خارج المشفى كعدم توفر بعد الاستقصاءات أو العلاجات”، مؤكداً أن التشخيص الدقيق أسهم بعلاج عدد من الحالات النادرة والصعبة بالجراحة بنجاح.

اقرأ أيضاً