يستمر الكيان الإسرائيلي بانتهاكاته في قطاع غزة، إذ اعتقل اليوم مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، خلال توجهه إلى جنوب قطاع غزة.
ووفق صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإن “الجيش الإسرائيلي اعتقل أبو سلمية على الطريق الإنساني أثناء توجهه إلى جنوب القطاع”.
وفي السياق نفسه، أكد الطبيب خالد أبو سمرة الذي كان متواجداً في مستشفى الشفاء، أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، وعدداً من الكوادر الطبية، بحسب “الميادين”.
وأضاف أبو سمرة: “الاحتلال أجبر من في المستشفى على الخروج، وشاهدنا الجثامين ملقاةً على الأرض طوال المسير”، متابعاً: “القوات الإسرائيلية احتجزت الأطباء مع المرضى والجرحى، لما يزيد على 7 ساعات عند أحد الحواجز”.
ولفت الطبيب الفلسطيني إلى أن الأطباء اضطروا إلى خلط السكر والخل، من أجل تضميد جروح المرضى وعلاجها، مضيفاً: “كذلك، أجبر الاحتلال الأطباء على تكديس 260 مريضاً في 14 سيارة إسعاف فقط، في حين قام بعملية تفتيش دقيقة للأطفال والنساء”.
وبحسب “الهلال الأحمر الفلسطيني”، فإن قافلة الجرحى والمصابين من مستشفى الشفاء بقيت ساعات عند الحاجز الإسرائيلي، الذي يفصل شمالي غزة عن جنوبيها، إذ أعاق الاحتلال مرورها، مجرياً تفتيشاً دقيقاً لمركبات الإسعاف، على الرغم مما يهدد حياة الجرحى والمرضى من خطر”.
وأوضح المتحدث باسم الهلال الأحمر أن المستشفيات تحولت إلى مقابر وساحات حرب، مضيفاً: “وفرنا شاحنة مستلزمات طبية لمستشفى العودة، ولدينا فريق طبي متخصص في المستشفى الأوروبي.. التحديات أكبر من الجميع”.
وأشار إلى أن أولويتهم هي استمرار عمل المستشفيات في غزة لأطول فترة ممكنة وإيصال الدعم الإنساني لمحتاجيه خصوصاً في شمال القطاع، متابعاً: “تعرضنا لإطلاق النار خلال محاولتنا إيصال الدعم الإنساني لشمالي القطاع”.
وأكد أن الوضع في جنوب القطاع لا يقل خطورة وتدهوراً عن شماله، علاوة على أن الأوضاع الإنسانية تتفاقم بمرور الساعات.
بدوره، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، قال: “الاحتلال تعامل بعنف مع الطواقم الطبية والمرضى واعتقل مدير مجمع الشفاء الطبي، ويتحمل الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة المسؤولية عن اعتقال الطواقم الطبية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم وقف التنسيق مع منظمة الصحة العالمية في ملف إجلاء الجرحى والطواقم الطبية من مستشفيات غزة، لحين توضيح ملابسات اعتقال الاحتلال الإسرائيلي مدير مجمع الشفاء الطبي وكوادر أخرى خلال إخلاء المجمع.
أيضاً، المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أصدر بياناً جاء فيه: “نحمّل الأمم المتحدة المسؤولية عن اعتقال جيش الاحتلال عدداً من الطواقم الطبية، القافلة التي تحركت من مجمع الشفاء كانت تحت مسؤولية الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية”.
يشار إلى أنه في المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، ما زال هناك نحو 200 جريح برفقة الطواقم الطبية محاصرين، وسط أنباء تفيد بانتشار أشلاء الشهداء في الطابق الثاني من المستشفى، في حين سرق الاحتلال عدداً منها، بحسب “الميادين”.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الـ 48 على التوالي، حيث يواصل الاحتلال غاراته على مناطق متفرقة من القطاع، مرتكباً المجازر بحق المدنيين، ومتعدياً على الكوادر الطبية، وسط حصار خانق يعانيه القطاع.
وبلغ عدد الشهداء في غزة ما يزيد على 14532 شهيداً من بينهم نحو 6000 طفل و4000 امرأة فضلاً عن ارتفاع عدد الإصابات لما يزيد على 35000 إصابة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.