بدأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الأسبوع الفائت جولته إلى الشرق الأوسط، والتي تزامنت مع ازدياد الحديث عن خروج القوات الأمريكية من سوريا، حيث أثار هذا القرار الجدل في أوساط الإدارة الأمريكية والغربية، وحول هذا القرار شدد بومبيو في المؤتمر الصحفي الذي عقده في القاهرة، على أن بلاده مصرة على قرار الانسحاب.
في هذا السياق قالت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية:
“هناك عبارات في كلام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في القاهرة بحاجة إلى توضيح وتفسير مباشر، ولا سيما إشارته إلى مسؤوليات جديدة يتحملها حلفاء واشنطن في المنطقة، الأمر الذي يفسر بأنه دعوة مستترة لفكرة الناتو العربي، ليحل محل الجنود الأميركيين المنسحبين من سوريا، وهي مسألة في حاجة إلى إعادة قراءة ونقد بعين التمحيص المطلق، حيث لا يزال التحالف مع الولايات المتحدة أشبه بالعيش على ضفاف نهر كبير، الأرض خصبة جداً، لكن كل أربع أو ثماني سنين، يغير النهر مجراه، وقد تجد نفسك وحيداً في الصحراء”.
وفي “الغد” الأردنية جاء:
“قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سورية الذي تتحدث الأنباء أنه انتقل الى مرحلة التنفيذ الفعلي استقبل بردود دولية وإقليمية متناقضة.. قرار الادارة الاميركية بمغادرة سورية قد يكون فرصة مهمة للأردن، للاستفادة من اللحظة التاريخية التي يتم فيها تصفية صراعات الموجة الثانية من صراعات القرن الجديد، وذلك من خلال مقاربة استراتيجية تدعم عودة الجيش السوري للسيطرة على كامل التراب الوطني في الجنوب”.
وقالت صحيفة “رأي اليوم”:
“لا نعتقد أنّ المستر بومبيو كان مصيباً عندما قال بخطابه في القاهرة، أن بلاده تعلَمت من أخطائها في الشرق الأوسط.. أمريكا انهزمت في سوريا والعراق واليمن وأفغانستان، وسيُهزم مشروعها في ليبيا أيْضاً، ومحاولة بومبيو تجميل وجهها القبيح، ورش العسل على هذه الهزائم محاولةٌ مكشوفة ومحكومة بالفشل.. والأيام بيننا”.
أمس الجمعة، الولايات المتحدة بدأت بالانسحاب بشكل عملي من سوريا، الإجراء الذي دحض جميع التصريحات التي تشير إلى احتمال تأجيل تنفيذ هذا القرار أو المماطلة به، ولا بد أن هذا الانسحاب للقوات الأمريكية خطوة تحمل الكثير من المؤشرات المهمة في الشرق الأوسط، وإلا فما الذي يدفع واشنطن للانسحاب من منطقة استراتيجية مثل شرق الفرات والتخلي عن الأكراد؟، لا بد من حدوث مستجدات معينة دفعت الولايات المتحدة إلى دراسة حساباتها من جديد، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار إلى هذا الأمر بقوله: “لقد خسرنا كثيراً في سوريا، فلماذا نبقى؟”، أما ماهية هذه المؤشرات فالأيام المقبلة هي الكفيلة بكشفها.