تبدلات عديدة جرت في مواقف بعض الدول العربية والغربية من الحرب السورية، إضافة إلى تغير القرارت المرتبطة بالعلاقات مع الدولة السورية، وصلت إلى إعلان الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من سوريا بعدما دعت دول الخليج إلى دفع تكلفة عملياتها العسكرية، وجلبت دول “التحالف الدولي” إلى سوريا بحجة محاربة “داعش”، إضافة إلى إعلان العديد من الدول العربية والغربية عن وقف دعمها للمعارضة السورية وفصائلها المسلحة.
صحيفة “العرب” اللندنية، نشرت مقالاً علقت فيه على نتيجة حرب الثمان سنوات جاء فيه:
“في العودة إلى أسباب الحرب التي حدثت قبل 8 سنوات فهي تعبر عن السقوط في غيبوبة راهنت على ديمومتها قوى إقليمية ودولية عديدة، منها تلك التي موّلت الجماعات المتطرفة حين انحرفت بمطالبها من دولة المواطنة إلى إمارات الشريعة، بعدها فُجع الكثير من السوريين المعارضين حين قررت الدول التي دعمتهم التخلي عن شرط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم، بل إن بعضها صار يرتب لإعادة سوريا إلى محيطها العربي في محاولة متأخرة للاعتذار، وهو اعتذار في حقيقته من الرئيس الأسد وليس من سوريا”.
أما صحيفة “الوطن” فنشرت في صفحاتها:
“مع التفات دمشق ومعها حلفاؤها للمخطط الأميركي الجدي المتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة، بدا من الملحّ تسريع الخطوات الميدانية والسياسية، تمهيداً لقطع الطريق والتفرغ لمرحلة سياسية قادمة لا تبدو أقل خطورة مما مر على السوريين حتى الآن”، وحول توجهات الدولة السورية في المرحلة الحالية قالت “الوطن”: “الخطوة الأكثر إلحاحاً وكما تشير جميع المعطيات تتجه صوب الملف الأسخن في إدلب، الذي ستشكل نتائج تفكيكه وطريقة التعاطي معه، المقدمات الأساسية لخطوة الحل التالية في مناطق شرق الفرات، على اعتبار أنه الملف الأكثر تعقيداً، والأكثر تشابكاً لجهة المصالح الإقليمية”.
وتناولت صحيفة “القدس العربي” اللندنية ملف القرار الأمريكي المتعلق بالانسحاب من سوريا، والحقائق التي كشفها عن واقع الولايات المتحدة الأمريكية، فنشرت:
“إن إعلان الولايات المتحدة عن الانسحاب المفاجئ من سوريا لوحده غيّر الكثير من المعادلات.. الولايات المتحدة فشلت في سوريا وتفشل في العالم وتتوقع أن تنجح في بناء تحالف في الشرق الأوسط؟ وهذا يثير التالي: فالولايات المتحدة لا تريد إراقة دماء أمريكية على أرض عربية، وهي ليست تواقة لحروب جديدة وخسائر، لكنها لا تمانع في حروب بواسطة وكلاء، فعلى من ستعتمد في التحالف العربي؟ ألم تفشل فكرة التحالف العربي في كل من اليمن وسوريا؟”.
لا شك أن الدولة السورية مرت في مرحلة صعبة جداً، قدمت فيها الكثير من التكاليف على الصعيد البشري والبنى التحتية والاقتصاد، لكن في النهاية هكذا هي الحرب، وبالتأكيد هذه الحرب فرضت أمامها خيارين الأول هو المواجهة ومالها من خسائر على جميع المستويات ، والثاني هو الاستسلام والخضوع لإملاءات الأطراف التي شنت هذه الحرب، وأكبر دليل على أن سوريا اختارت خياراً صحيحاً، هو تراجع بعض هذه الدول عن مواقفها ودعمها لهذه الحرب واعترافها بسيادة الدولة السورية أخيراً.