خاص|| أثر برس تزامناً مع تسجيل وفيات وإصابات عدة بسبب تناول الفطر السام، تواصل موقع “أثر” مع اختصاصي طب الطوارئ الدكتور شعبان حسون، والذي تحدث عن أنواع الفطر وأعراض التسمم به.
حيث أوضح د.حسون لـ “أثر” أن “غالبية أنواع إذ إن السامة تسبب أعراضاً هضمية تبدأ في غضون الساعات الأولى بعد تناولها أشيعها الغثيان والإقياء والألم البطني يترافق أحياناً مع شعور بدوار وإسهال، إذ تبدأ الأعراض في بعض الحالات بعد دقائق من تناول الفطر وأحياناً في الساعات الـ8 بعد تناوله”.
وأضاف: “كلما ظهرت الأعراض أبكر دل ذلك على شدة سمية الفطر وتركيز المواد السامة بداخله”، مؤكداً أنه يُفضل كإسعاف أولي عدم تناول كميات إضافية من الفطر ومراجعة أقرب مشفى ويمكن إعطاء المتسمم في أول ساعة من حدوث التسمم مواد تستخدم للتخفيف من امتصاص المادة المتناولة تدعى بالفحم الفعال ترتبط بالسموم المتواجدة ضمن الوجبة المبتلعة وتقلل من آثارها السمية.
ولفت الدكتور حسون إلى أن غسيل المعدة يعد إجراءً إسعافياً غير محبذ بالطب الحديث إلا لحالات خاصة جداً لما له من آثار جانبية على المريض تطغى على فائدته، على حين أن إعطاء الفحم الفعال أكثر أماناً وفعالية وأقل إحداثاً للضرر ولكن يجب إعطاؤه بأسرع وقت ممكن لأن فائدته تقل كلما كانت المدة الزمنية بين ابتلاع المادة السامة وإعطائه أطول.
وذكر الدكتور حسون لـ “أثر” أنه في سوريا ودول الجوار ودول حوض المتوسط يوجد فطور ذات سمية خفيفة، أي تؤدي فقط لأعراض هضمية كالغثيان والإقياء لمدة يومين أو ثلاثة وتتراجع دون أي خطورة على الحياة ويمكن تميزها عن الفطر السام المميت من حيث الشكل واللون، إذ تكون الفطور السامة المميتة ذات لون أبيض ناصع ويجب الحذر منها والتأكد من نوعها خاصة من هواة جمع الفطور في البراري لتشابهها مع بعض أنواع الفطور ذات اللون الأبيض لكن تختلف بالحجم منها فطر “اليحيون الأبيض الذي يزرع ويباع في المحال”.
وعن تشابه الفطور، بيّن الدكتور حسون أيضاً أنه من أنواع الفطور السليمة فطر بيض النعام لكنه يتشابه لدرجة كبيرة مع فطر الملاك المدمر الذي يمر التسمم به بثلاثة مراحل أولها أعراض هضمية تتراجع بعد ساعات عدة لكن الأذية السمية تكون انتقلت إلى الكبد والكلية دون إحساس من الشخص، الذي يراجع المشفى بسبب قصور بالكبد والكلية ويكون العلاج غير مجدٍ وتحدث الوفاة والتطور يختلف من شخص إلى آخر وبحسب الكمية التي تناولها، إذ يمكن أن يتعافى الشخص في حال القصور الكبدي المتوسط والكلوي الخفيف.
ونصح الدكتور حسون في حديثه لـ “أثر” بعدم تناول أي فطر أبيض اللون وعدم تجريب أي نوع من الفطر غير المعروف حتى لو بكميات قليلة.
ولفت الدكتور حسون إلى أن فطـر الملاك المدمر سام جداً جداً وينتشر في مناطق الساحل بكثرة وتسبب بعدد من الوفيات لتأخر ظهور الأعراض وعدم معرفة المتسمم لأنه يظن أنه أكل بيض النعام، وتعود الوفاة بسبب قصور الكبد “يعده بعض الناس قصوراً كبدياً مناعياً ذاتياً” أو لسبب آخر خصوصاً لعدم وجود تحليل قادر على اكتشاف سم “الاماتوكسين” المسؤول عن الإصابة، على حين أن السبب الحقيقي للوفاة هو تناول هذا النوع من الفـطر.
بدروها، بينت رئيسة الرابطة السورية لطب الأسرة الدكتورة سمر المؤذن، في حديث هاتفي مع “أثر” أن للفطر قيمة غذائية عالية وطعم مميز ومرغوب يجعل الإقبال على تناوله كثير لكن يجب الحذر من الفطر الذي يجمع من البراري أو المزارع غير المعروفة أو التي لا يعمل بها خبراء زراعيين لوجود أنواع من الفـطر سامة يصل عددها إلى 100 نوع تقريباً منها 15 نوعاً مميتاً، مؤكدة التشابه الكبير بين الفطر السام والسليم لجهة الشكل واللون.
وأكدت المؤذن لـ “أثر” أنه في حال الشعور بأعراض التسمم أو الشك بمصدر الفطر وأنه سام يجب مراجعة المشفى، مضيفة أن إجبار الشخص على التقيؤ أو تناوله لبعض السوائل كالحليب ليس ذو جدوى علاجية وهي أخطاء شائعة لا تغني عن الإجراءات الإسعافية في المشفى أو المركز الطبي بالسرعة المناسبة.
يشار إلى أنه قبل أيام قليلة، توفي طفل وأُصيب آخر من قرية الممتنة بريف القنيطرة التابعة لمحافظة ريف دمشق إثر تناولهما لنوع من الفـطر السام.
كما توفى 9 أشخاص وأصيب 27 آخرون أغلبهم أطفال جراء تناول الـفطر السام في ريف محافظة الرقة.