بينما كانت الأوساط الإعلامية الدولية تتناقل تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الحادّة اتجاه حكومة الكيان الإسرائيلي للمرة الأولى، التي أكد فيها رفض استقبال نتنياهو في البيت الأبيض، بدأت عشرات الطائرات الأمريكية- “الإسرائيلية” مناورات عسكرية جويّة مشتركة في المنطقة الشمالية من الجولان السوري المحتل.
وذكر جيش الكيان الإسرائيلي في بيان له، أمس الاثنين، إنّ “المناورات بدأت الليلة الماضية، وستتضمن سيناريوهات عدّة، منها مهاجمة أهداف ذات عمق استراتيجي، وتحقيق التفوق الجوي في الفضاء والدفاع “السيبراني” ضد مجموعة متنوعة من التهديدات”.
وأضاف: “بموجب المناورات التي ستستمر حتى الخميس المقبل، ستجري عمليات تزود بالوقود في الجو، باستخدام طائرات التزود بالوقود الأمريكية، وبمشاركة طائرة من طراز (KC46)، لمواصلة وتعزيز التعاون العملياتي بين الجيوش، وبوصفه جزء من سلسلة تدريبات مع القيادة المركزية للجيش الأمريكي”، موضحاً أنّ “التخطيط للمناورات جرى مسبقاً، بوصفه جزء من خطة التدريب للعام الحالي”.
ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن مصادر أمنية في “تل أبيب”، قولها إنه “على الرغم من الأزمة الشديدة في العلاقات السياسية بين حكومة نتنياهو وبين الإدارة الأمريكية، والخلافات بينهما بشأن الملف الإيراني، فإن واشنطن معنية بتوجيه رسالة واضحة، مفادها أن إسرائيل ما زالت حليفاً استراتيجياً والولايات المتحدة لا تفرّط بها، وتحرص على إبقائها جزءاً من القيادة المركزية للجيش الأمريكي”.
وكانت أوساط المعارضة “الإسرائيلية” عبّرت عن قلقها البالغ من تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، أول من أمس، ووصفتها بأنها “حادّة”، إذ قال بايدن: إنّ “حكومة نتنياهو تضم أعضاء في المجلس الوزاري المصغّر (الكابينيت)، هم الأكثر تطرفاً من الذين رأيتهم في حياتي، وأعود بالزمن إلى غولدا مائير”، في حين عدّت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تصريحات الرئيس الأمريكي بأنها “أقسى هجوم أمريكي على “إسرائيل” في العقود الأخيرة، ولا يمكن إلا أن تنعكس بشكل سلبي جداً في العلاقات بينهما وعلى مكانة الكيان الإسرائيلي في العالم وفي المنطقة”.
وعلّقت الصحيفة العبرية على _ رد بايدن على سؤال عمّا إذا كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض، بالقول إنّ: “الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، قادم قريباً إلى البيت الأبيض في زيارة” _ بأنه بمنزلة إغلاق لباب البيت الأبيض أمام نتنياهو طيلة هذه السنة، وهو أمر لم يسبق أن حصل في العلاقات بين أمريكا و”إسرائيل”.
وعدّت الصحيفة الأمر بأنه “تعبيرٌ عن أزمة شديدة وخطيرة تحتاج إلى علاج “إسرائيلي” من نوع جديد” فالولايات المتحدة تعد نتنياهو (شخصية غير مرغوب فيها)، وتريد لحكومته بتركيبتها الحالية أن تذهب في أسرع وقت؛ لأنها حكومة إشكالية تتسبب في أزمات في المنطقة وتكسر العلاقات المبنية على القيم المشتركة”.
أثر برس