خاص ||أثر برس “سعيد لإحياء صيانة السفن في ميناء بانياس بعد توقف عام كامل بسبب ظروف الحصار والعقوبات” بهذه الكلمات أعلن المعمّر “جلال طه” أو كما يطلق عليه لقب شيخ الكار، إحياء صيانة السفن في الميناء، الذي ذاع صيته بسبب الإتقان في الأداء والسرعة في الإنجاز، ليستقطب أصحاب السفن الكبيرة، بالإضافة لانخفاض أجور الأيدي العاملة في سوريا مقارنة بالدول المجاورة.
المشهد اليوم في ميناء بانياس، يحاكي المشهد قبل بدء الحرب عندما كانت ثلاث أو أربع سفن تصطف بالدور للصيانة؛ فاليوم، بينما تواصل ورشات المعمّر “جلال طه” أعمال إصلاح وصيانة السفينة “Nova1” التي أمت الميناء بتاريخ 17 تشرين الأول رافعة علم جزر القمر، بدأت ورشاته أمس بصيانة السفينة التي رست مقابل بانياس رافعة علم بنما.
“الصيت الطيب بما يحمله من إتقان ودقة في العمل وسرعة في الإنجاز، متماشياً مع انخفاض في الأجور، جعل ورشتنا وجهة للسفن التي تحتاج إلى الصيانة، ويكون خط سيرها بالقرب من سوريا”، بهذه العبارات يبدأ طه حديثه لـ “أثر” قائلاً: “السفينة الثانية التي جاءت إلى بانياس لا تستطيع دخول الميناء لحجمها الكبير، إذ تبلغ حمولتها 10 آلاف طن، لذلك تم إرسال ورشات بالزوارق لصيانتها في البحر قبالة بانياس”، مضيفاً: “السفينة خضعت لأعمال صيانة في لبنان لكنها لم تنجح، ولذلك اتصل صاحب السفينة بي وطلب الذهاب إلى لبنان لإصلاحها، لكنني رفضت وطلبت منه إحضارها إلى بانياس لإصلاحها”.
وأشار طه إلى أن السفينة تحتاج إلى أعمال صيانة بسيطة في صبّات معابر الشحن، موضحاً أن الصيانة لن تستغرق وقتاً يزيد على 15 يوماً.
وبالتوازي مع ذلك، أكد طه أنه هناك 60 عاملاً بين خبراء وعمال فنيين، يواصلون أعمال الصيانة في السفينة “Nova1” من إزالة الحديد المهترئ والمتراكم داخلها، وإجراء صيانة عامة للسفينة تشمل الحالة الميكانيكية لها، ومن المفترض الانتهاء من صيانتها في غضون 10 أيام.
بضحكة عريضة لا تخلو من الغبطة والثقة بالنفس، يؤكد تسميته محلياً بشيخ الكار باعتباره أول من حصل على رخصة بإصلاح وبناء السفن في سوريا، ويضيف: “بدأت العمل في صيانة السفن منذ عام 1995، وحصلت في عام 2002 على رخصتين، الأولى لبناء السفن بمختلف الأحجام، والثانية لصيانة السفن بمختلف أنواعها وحمولاتها، كما أنني اعتبر أول من حصل على هذه الرخصة في سوريا”.
وأكد طه أنه – قبل الحرب – قام بالكثير من أعمال الصيانة لسفن رفعت أعلام دول عربية وأجنبية، وكانت ورشاته موزعة بين موانئ اللاذقية وطرطوس وبانياس، مضيفاً: “لكن بعد اندلاع الحرب، تراجعت أعداد السفن كثيراً نتيجة الحصار والعقوبات”.
وأشار طه إلى أن الورشات تقوم بصيانة السفن الكبيرة في ميناءي اللاذقية وطرطوس اللذين يتيحان إمكانية إجراء الصيانة لسفن كبيرة تصل حمولتها إلى 10 آلاف طن، ولكن لضيق مساحة ميناء بانياس لا تتمكن الورش من صيانة سفن ذات حمولة كبيرة.
وطالب طه بتوسيع ميناء بانياس لإجراء صيانة السفن الكبيرة فيه، وذلك تفادياً لتعطيل حركة الشحن والتجارة في ميناءي اللاذقية وطرطوس عندما تكون ورش الصيانة تعمل هناك، كما طالب أيضاً بإنشاء مزلقين وحوض جاف في الميناء لصناعة السفن بأحجام كبيرة، وإمكانية إقامة عمرة للسفن التي تُجرى لها أعمال الصيانة في ميناء بانياس، بدلاً من أن تتجه لدول مجاورة لإجراء العمرة.
بدوره، أكد مدير ميناء بانياس العقيد موفق إبراهيم لـ “أثر” أن المديرية العامة للموانئ تقدم التسهيلات كافة اللازمة لدخول السفن إلى ميناء بانياس، من دخول العمال وجميع المواد اللازمة في أعمال الصيانة إلى الميناء، مبيناً أن دخول سفن أجنبية إلى الميناء يفرض عليها رسوماً جزء منها يدفع بالقطع الأجنبي الذي يعود إلى خزينة الدولة، وهذا يدعم الاقتصاد الوطني.
كما أشار إبراهيم إلى أن ورش صناعة السفن، أو صيانتها، تؤمن فرص عمل عدة للشباب العاطلين عن العمل والذين يمتلكون خبرات ومهارات في هذا المجال.
صفاء علي – طرطوس