خاص || أثر برس تشهد البيئة البحرية السورية زيادة في عدد أنواع الكائنات البحرية الغريبة ذات الأصول غير المتوسطية، ولا يقتصر الأمر على البيئة البحرية وإنما يشمل دول شرق المتوسط بأكمله، الذي بات تحت سيطرة شبه تامة للأنواع الغريبة التي تزداد فيها الأعداد بسرعة كبيرة.
وبينت الأستاذة في قسم البيولوجيا البحرية في المعهد العالي للبحوث البحرية بجامعة تشرين الدكتورة ازدهار عمار لـ”أثر” أن الأنواع الغربية تتضمن بالدرجة الأولى الأسماك، الرخويات، القشريات، شوكيات الجلد، قميصيات، قراصيات، إسفنجيات، طحالب وأعشاب بحرية، بالإضافة للأصداف، القواقع، الأخطبوط، السرطانات، مشيرة إلى أن هذه الأنواع تأتي من قناة السويس، ومن شرق وغرب الأطلسي عن طريق مضيق جبل طارق.
وأضافت عمار: كل أسبوع إلى أسبوع ونصف، يدخل نوعاً غريباً إلى شرق المتوسط، مدللة بتسجيل 142 نوع غريب من اللافقاريات، وأكثر من 80 نوع من الأسماك، 22 من الطحالب، حتى تاريخه، مؤكدة أن هذا العدد الذي تم اكتشافه وتوثيقه حتى تاريخه، فيما هناك المزيد من الأنواع الأخرى التي لم يتم اكتشافها بعد، إذ تتطلب هذه العملية جهوداً كبيرة ودعماً في هذا المجال.
وعن الأسباب وراء زيادة دخول الأنواع الغريبة إلى شرق المتوسط، قالت عمار: “الأسباب كثيرة، أبرزها التغيرات المناخية، وقرب البحر المتوسط من قناة السويس، مؤكدة أن الأنواع الغربية تأتي إلى مياه المتوسط، وتستقر فيه، ما أدى إلى سيطرة شبه تامة من هذه الأنواع على بيئتنا البحرية، الأمر الذي أكدت عمار، أنه يؤثر على التنوع الحيوي الموجود مياه المتوسط، وعلى منظومة البيئة البحرية، وعلى التوازن البيئي، بالإضافة لتأثيرها السلبي في انقراض أنواع محلية، وعلى الاقتصاد من خلال سيطرة النوع الغريب على المحلي”.
وبحسب عمار، الأنواع الغريبة عن بيئتنا، تكون مسالمة في بيئتها الأساسية، لكن عند انتقالها إلى بيئة جديدة فإنها تغير سلوكها لتصبح مؤذية، مدللة بأنها تصبح تريد الاستحواذ على الغذاء، وحجز مساحة أكبر لها، وتتحول لنوع مؤذي تجاه الكائن الآخر الموجود في المنطقة، الأمر الذي يؤثر على الكائنات البحرية الموجودة في مياهنا، خاصة أن الأنواع الموجودة في شرق المتوسط مسالمة وحساسة وغير متحملة، فيما الأنواع الغريبة متحملة للتلوث وللتقلبات البيئية ولاختلاف درجات الحرارة، وحتى تكون مقاومة للجرف، كل ذلك يجعل الأنواع الغريبة أقوى من الأنواع الموجودة لدينا، وتابعت: “مع مرور الوقت ومع كثرة عدد الأنواع الغريبة تتحوّل الأخيرة لنوع غازٍ يضر بالحياة البحرية في مياه شرق المتوسط”.
وأكدت عمار أن موضوع التحكم بالأنواع الغريبة يحتاج إلى جهد عالمي، وتكاتف جهود جماعية، إذ لا تعد هذه المشكلة محلية بدولة واحدة وإنما مشكلة دولية.
صفاء علي – طرطوس