أثر برس

بعد زيارتي موسكو وأبو ظبي.. باحثون لـ “أثر”: الدوائر الغربية مهتمة بالتحركات السوريّة الأخيرة

by Athr Press A

خاص|| أثر برس جاءت تحركات الرئيس بشار الأسد إلى كلٍ من موسكو وأبو ظبي متصدرةً المشهد السياسي في المنطقة، وسط تواصل الفعاليات الجيوسياسية على الساحة الشرق أوسطية إزاء ما يجري في سوريا.

كما أنها تأتي تزامناً مع تطورات عدة في العلاقات بين دمشق وحركة “حماس”، في وقتٍ يتم الحديث فيه عن فتح أفقٍ جديدة للحوار بينهما، وتساؤلات عن عودة نشاط حركة “حماس” في سوريا مستقبلاً على غرار نشاطها في لبنان.

وفي هذا الإطار، انتهت كثير من الدراسات البحثية الصادرة في الشهور الثلاثة الأخيرة إلى أن الدولة السوريّة جادة في مساعيها للتوافق وفتح أفق الحوار مع الآخر، وتالياً فهي لن تسمح بأي خطوة من شأنها أن تتسبب في أي تجاذبات سياسية أو استراتيجية لها.

كما أن التحركات الأخيرة للرئيس الأسد، أثارت اهتمام ومتابعة كثير من الدوائر السياسية الغربية والبحثية في العالم في الفترة الأخيرة، إذ أشار عدد من الباحثين إلى دقة التطورات الحالية على الساحة السياسية.

وفي هذا الصدد، يقول مدير “منتدى الشرق الأوسط” في لندن محسن حسني لـ“أثر برس”: إن “الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب زلزال سوريا يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة، خاصةً مع أزمة العلاقات السورية- الإقليمية منذ عام 2011”.

وأردف حسني: إن “الاستقبال الحافل للرئيس الأسد في الإمارات يعكس تغيراً واضحاً في العلاقات مع سوريا، خاصةً أن الزيارة تأتي بعد أيام من زيارة روسيا التي تخوض حرباً كبيرة مع الغرب في أوكرانيا”.

ولفت حسني إلى “تحسن العلاقات العربية مع سوريا، حيث ظهرت بوادر ذلك قبل نحو شهر حين زار الرئيس الأسد سلطنة عُمان، وهي خطوة اهتمت بها كثيرٌ من الدوائر السياسية الغربية”.

من جهته، يرى مدير “مركز تقدم للدراسات” في لندن د.محمد مشارقة في حديث لـ“أثر برس”، أن “زيارات الرئيس بشار الأسد إلى موسكو والإمارات العربية المتحدة، تأتي استشعاراً لتحولات في المشهد الإقليمي والدولي”، مشيراً إلى أن “الاحتمالات المرجّحة هي أن تكون الأزمة السورية وُضعت على سكة الحلول لكن ليس العاجلة”.

وأوضح د.مشارقة أنه “ثمّة انفتاح لعدد من الدول العربية من مثل الأردن ومصر والإمارات المتحدة على دمشق على خلفية كارثة الزلزال، غير أن السعودية التي باتت تلعب دوراً محورياً في النظام العربي، تبدو أكثر حذراً، فبعد إعلان مصالحتها مع إيران بوساطة الصين، لا تبدو سوريا أولوية في حساباتها، مثل الملف اليمني”.

وأشار إلى أن “واشنطن لاعب مهم في الملف السوري، وتبدو أكثر ميلاً للتهدئة وخفض التوتر في المنطقة حتى الآن للتفرغ إلى ملفات أخرى أكثر أهمية فيما يخصها”.

وختم د.مشارقة حديثه بالقول: “في ضوء تعقيدات المشهد، تمضي التفاهمات المستجدة بين طهران والرياض برعاية صينية إلى التقارب في حل بعض الملفات الشائكة، ولكن حسب الأولويات، وربما تقود إلى حلول توافقية في بعض القضايا الخلافية بين البلدين”.

وفي السياق نفسه، يشدد القسم البحثي في التلفزيون البريطاني على أن “زيارة الرئيس الأسد إلى دولة الإمارات تأتي مع بدء دول عربية أخرى استعدادها لإعادة سوريا من جديد إلى جامعة الدول العربية”، على حين يرى موقع “بي بي سي” أنّ “الإمارات العربية المتحدة تقود مساعي الشرق الأوسطية نحو إحياء العلاقات مع سوريا من جديد، وفي سبيل ذلك قامت بتطبيع العلاقات مع دمشق عام 2018، كما ساهمت في جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 شباط الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف”.

معتز خليل

اقرأ أيضاً