أكدت وسائل إعلام عبرية مقتل عشرات من جنود جيش الاحتلال في العملية البرية جنوبي لبنان، مشيرة إلى أن هذه العملية باتت في مراحلها الأخيرة.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بمقتل 33 جنديّاً في العملية البرية المتواصلة في جنوب لبنان خلال الشهر الجاري الذي وصفته بأنه “أكتوبر الأسود”.
بينما أعلن جيش الاحتلال قبل يومين أن عدد قتلاه بمعارك لبنان ارتفع إلى 15 خلال يومين، بينما ارتفع عدد العسكريين المصابين إلى 88 في الفترة نفسها.
وفي هذا الصدد، قال جيش الاحتلال أمس الثلاثاء إنه استدعى “4 ألوية” احتياطية إضافية لعمليات عند الحدود الشمالية مع لبنان.
من جانبه، أكد حزب الله في بيان له أمس الثلاثاء، أن منذ بدء العملية البرية في 1 من تشرين الأول الجاري قُتل ما يزيد عن 90 عسكرياً وجُرح نحو 750 آخرين.
نتائج العملية البرية بعد شهر من بدئها:
نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر أمني لبناني تأكيده أن قوات الاحتلال لم تتمكن بعد من التوغل في الأراضي اللبنانية، مضيفاً أن “الجيش الإسرائيلي ينفّذ ما يشبه المناورات في مناطق مختلفة من الحدود، لكن قواته لم تتخطَّ السياج الحدودي، ولم تشتبك مع أحد”.
من جانبها أكدت صحيفة “الأخبار” أنه حتى يوم أمس الثلاثاء، لم ينجح جيش الاحتلال في بسط سيطرته التامة على أيّ من القرى والبلدات الملاصقة للحدود مع فلسطين المحتلة.
وأوضحت أنه “بقيت المواجهات قائمة في عيتا الشعب، وفي مدينة الخيام أيضاً التي لا يزال العدو فيها في طور الحركة الأولية، وتواصلت المواجهات ليلاً على مشارف الحي الجنوبي الشرقي للمدينة خلال محاولات تقدّم العدو، فاستهدفت المقاومة آليات هامفي مصفّحة تابعة له وتجمّعاً لجنوده في منطقة وطى الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية”.
وتابعت “الأخبار” أن جيش الاحتلال حاول التسلل مرات عدة نحو “مروحين والضهيرة ويارين وأم التوت” من دون أن ينجح في بسط سيطرته على أيّ منها، مكتفياً بنقاط محددة لصيقة بالحدود الفلسطينية.
وفي السياق نفسه، لفتت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية “إن 5 فرق ولواء احتياط عجزت خلال 4 أسابيع عن احتلال قرية واحدة في جنوب لبنان وهو 3 أضعاف العدد الذي شارك في حرب تموز 2006”.
مصير العملية البرية:
أفادت تقارير عبرية بأن جيش الاحتلال على مقربة من إنهاء عمليته البرية جنوبي لبنان، إذ لفتت صحيفة “يديعوت أحرنوت” قبل أيام بأن جيش الاحتلال يقترب من إنهاء عملياته في المناطق الحدودية بلبنان، موضحة أن هذا الأمر يجري تداوله في نقاشات يخوضها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” للبحث في إمكانية التوصل إلى اتفاق “يُنهي الحرب في الشمال”.
كما نقلت “هيئة البث الإسرائيلية” عن “مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية” قولهم: “إن العملية البرية جنوبي لبنان في مراحلها النهائية”، موضحة أن “المسؤولين يتوقعون إنهاء العملية البرية خلال أسبوع أو أسبوعين إذا لم تكن هناك تغييرات في اللحظة الأخيرة”.
التفاوض حول الشكل الميداني جنوبي لبنان:
أشارت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إلى أن مفاوضات وقف الحرب في لبنان وصلت إلى مراحل متقدمة، ووفق معلومات الصحيفة العبرية فإن الاتفاق سيبدأ بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، كما سينتشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان بأعداد بين 5 إلى 10 آلاف جندي.
وأوضحت أن الاتفاق المقترح يتضمن تطبيق القرار الأممي 1701 بما يضمن عدم وجود مقاتلي حزب الله جنوب نهر الليطاني.
وأضافت أن الاتفاق يتضمن أيضاً “تعزيز قوة الطوارئ الأممية (يونيفيل) الحالية من خلال استبدال بعض كتائبها بقوات فرنسية وبريطانية وألمانية”.
وتابعت أن “الاتفاق المتبلور يشمل إنشاء آلية تنفيذ ومراقبة دولية” مشيرة إلى أن “روسيا أبدت استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق”.
من جانبها لفتت صحيفة “الأخبار” إلى أنه على الرغم من التسريبات “الإسرائيلية” التي أفادت باقتراب التوصل نحو اتفاق بخصوص جبهة لبنان فإنه “يبدو من الوقائع أن هذه المفاوضات لم تحقق أي تقدّم رغم التسريبات الإسرائيلية المستمرة عن قرب التوصل إلى صفقة، وأول هذه الوقائع عدم حصول الزيارة التي كانت متوقّعة للمبعوث الأمريكي عاموس هوكشتين إلى المنطقة، إذ بعد أيام من تداول معلومات عن جولة سيجريها في الشرق الأوسط ومعلومات نشرتها الصحافة الإسرائيلية عن وصوله إلى تل أبيب يوم الاثنين، نفى هوكشتين ذلك بتغريدة على منصة X قال فيها: أنا في واشنطن!”.
وبدأ الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية جنوبي لبنان في 1من تشرين الأول الجاري، وتؤكد وسائل إعلام عبرية أن هذه العملية لم تحقق أي هدف من أهدافها المتعلقة بالسيطرة على قرى استراتيجية بنظر الاحتلال الإسرائيلي.