يبدو أن “قوات سوريا الديمقراطية– قسد” قررت أن تواكبَ موجة الانفتاح العربي اتجاه دمشق، انطلاقاً من سياسة الأمر الواقع، إذ يرى مراقبون أن مسؤولي “الإدارة الذاتية” من الصعب أن يبقوا في موقع المتفرّج والمراقب، منذ التغيّرات التي اجتاحت المنطقة بعد زلزال شباط الفائت، وهذا ما دفع قائد “قسد” مظلوم عبدي إلى زيارة الإمارات سراً للتوسط من أجل إقامة مفاوضات مع دمشق، وفقاً لما نقله موقع “المونيتور” الأمريكي، فهل زار عبدي أبو ظبي؟
زيارة عبدي بين نفيٍ وتأكيد
على الرغم من أن الإمارات سارعت إلى نفي زيارة عبدي إليها، فإن مصادر كردية أكدت لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أنّ “عبدي زار بالفعل الإمارات”، مشيرةً إلى أن “دبلوماسية الإمارات الرصينة، وسعيها لعدم إنشاء خصومة سياسية مع أيّ دولة معادية للأكراد، كتركيا، هما ما دفعاها إلى نفي الزيارة”.
وكشفت المصادر نفسها، عن “وجود مساعٍ من الإدارة الذاتية لفتح قنوات اتصال مع الجامعة العربية والسعودية ومصر أيضاً، وكلّ من له أيّ تأثير ممكن في الوضع بسوريا، لشرح تجربة الإدارة الذاتية، والدفع نحو أخذها بعين الاعتبار، وإشراك الأكراد في أيّ مشروع للحل السياسي في سوريا”.
وترى الصحيفة، أنّ “قسد التي لم تُصدر أيّ بيان توضيحي بشأن زيارة عبدي، ويبدو أنها أرادت من صمتها التأكيد أن الزيارة وقعت فعلاً، وخاصّة أن تصريحات القيادات الكردية انصبّت أخيراً على المطالبة بضمّ ممثّلي “الإدارة الذاتية” إلى أيّ مباحثات ضمن ما بات يعرف بـ”المشروع العربي للحلّ السياسي في سوريا”، في إشارة إلى القرار الأممي 2254.
كما أوضحت الصحيفة، أنّ”الإعلام المحسوب على القوى الكردية سرّب معلومات غير مؤكّدة عن وجود تواصل سعودي مع “قسد”، تزامناً مع زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد”.
من دون نتائج.. جولات سابقة بين “قسد” ودمشق
كشف مصدر كردي في تشرين الأول الفائت عن انطلاق جولة جديدة من المفاوضات السرية بين مسؤولين في “مجلس سوريا الديمقراطية– مسد”، والحكومة السوريّة، برعاية روسيا، عن مستقبل مناطق شمال شرقي سوريا.
ووفق ما نقله موقع “باسنيوز” الكردي عن مصدر مقرب من “حزب الاتحاد الديمقراطي“ حينها، فإن “مفاوضات سرية تجري بين “مسد” والحكومة السورية بدمشق، برعاية روسيا، للتوصل إلى اتفاق عن مستقبل المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية– قسد”.
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن “المفاوضات لم تتوقف منذ التهديدات التركية باجتياح شمالي البلاد وتجري على مستويات عسكرية وأمنية وإدارية”.
المصدر لفت إلى أن “موسكو مهتمة بالمفاوضات اهتماماً جدياً للتوصل إلى اتفاق عن النقاط الخلافية بين الطرفين”، مؤكداً أن “هناك ضغوطاً من “حزب العمال الكردستاني” على “قسد”، للتوصل إلى اتفاق مع دمشق بأي شكل من الأشكال”.
وسبق أن أكد رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” صالح مسلم، في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، قائلاً: “إنّ قسد لم تعقد أي اجتماعات مع مسؤولي الحكومة السوريّة منذ قرابة عامين، باستثناء اللقاءات العسكرية والأمنية المباشرة التي تمت بين الجانبين برعاية القوات الروسية”.
دمشق: اللامركزية وفقاً للدستور
من جهته، دعا وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في لقاء سابق أجراه مع قناة “روسيا اليوم”، “المعارضة السورية” للعودة إلى دمشق، قائلاً: “سوريا ترحّب بكل المواطنين؛ لأن الوطن للجميع”، مضيفاً: “فلينضم هؤلاء إلى شعبهم لإغناء مجالس الإدارة المحلية، فكل مواقع الإدارة القاعدية في سوريا هي بقيادة مؤسسات منتخبة“.
كما دعا وزير الخارجية السورية “المعارضة” إلى عدم تصديق الأحلام التي قطعتها الدول الغربية لهم؛ لأن هذا الدعم قد سقط.
وأردف المقداد: “كانت الظروف التنموية في سوريا قبل عام 2011 رائعة، فحققت البلاد تقدماً اقتصادياً يصل إلى عشرة في المئة في العام الواحد، إذ أعلنت الأمم المتحدة أن سوريا هي الدولة رقم عشرة في تحقيق الإنجازات التنموية، والآن أين نحن بسبب هذه المعارضات”.
أثر برس