ضمن عملية “والفجر3” التي أطلقتها القوات السورية وحلفائها لتحرير منطقة البوكمال الحدودية، باتت على وشك تحقيق التقاء آخر على الحدود بعد السيطرة على المحطة النفطية، في ظل تنسيق عالي المستوى بين الجانبين لبسط سيطرتها على مدينتي القائم والبوكمال الحدوديتين.
القوات السورية وحلفاؤها تعتمد في عملية التقدم هذه على محوري الميادين والريف الغربي لمدينة البوكمال، حيث كان الطريق الواصل بين المحطتين النفطية الثانية والثالثة منفذ مسلحي “داعش” للوصول إلى مناطق عدة.
عملية التحرير هذه تعتمد على التنسيق أيضاً مع الجانب العراقي، وذلك من شرق معبر التنف وصولاً إلى المحطة النفطية الثانية ليصبح مسلحو التنظيم بين فكي كماشة، ولم يبق له سوى المساحة الواصلة بين القائم العراقية والبوكمال السورية، حيث تبعد مدينة القائم العراقية 7 كلم عن مدينة البوكمال السورية، وبذلك يصبح التنظيم محاصراً بمساحة 7 كلم.
وعن الأهمية العسكرية لعملية التقدم للوصول إلى الحدود والتقاء القوات السورية وحلفائها بالقوات العراقية، يشير محللون عسكريون إلى أن الإنجازات التي يتم تحقيقها على هذا الاتجاه في العمليات لاسيما المحور الذي يربط الحدود السورية العراقية من اتجاهين وخاصة الاتجاه الأساسي هو المحور الجنوبي الذي انطلقت منه القوات السورية بعد أن تجاوزت سد العاصي، والمحطة الثالثة، ووصلت إلى الآبار الارتوازية حيث كان هناك تقدم آخر من الطرف العراقي من المحور الجنوبي للقائم وتمت السيطرة أيضاً على معمل الإسمنت ودخلوا من الجهة الشرقية
هذه الانجازات تعتبر خطوة مهمة في محور العمليات بعدما تمكنت القوات وحلفائها من إغلاق مدينة دير الزور وقطعها عن ريفها، لاسيما مدينة الميادين التي كان للسيطرة عليها وتحريرها العامل الاستراتيجي الأكبر، نظراً لما كانت تشكله من نقطة ثقل لتسليح عناصر تنظيم “داعش”، وأيضاً لأنها تشكل القاعدة الكبرى لتحشيد الأسلحة لعناصر التنظيم.
ووفق محللون عسكريون أكدوا بأنه عندما يستكمل هذا الانجاز بالسيطرة على حي الصناعة وحويجة الصكر وقبلها مظلوم والطابية وخشام وعدة مناطق أخرى، يعتبر هذا التقدم هو المعركة المفصلية الحاسمة، وذلك بعد وصول القوات إلى قرية مدكان وسيطرتهم على 90 بالمئة منها نارياً وتكون بذلك بحكم الساقطة عسكرياً، حيث هرب من تبقى من مسلحي التنظيم في هذه المنطقة نحو قرى صغيرة مثل قوة البعير، والقرية وهي قرى صغيرة جداً، ولكن عندما تسقط تكسر كل العوائق أمام هذا التقدم.