يناقش مسؤولون في الأحزاب الكردية احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، بعد وصول دونالد ترامب، إلى سدة الرئاسة الأمريكية.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة “باسنيوز” الكردية عن سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا، شلال كدو، تأكيده اليوم السبت أنه في حال انسحبت أمريكا من سوريا سوف تتجه “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” إلى دمشق.
وأضاف أن “هناك تغييرات كبيرة سوف تجري في المنطقة والكرد السوريين بحاجة إلى رص الصفوف وبحاجة إلى سياسة واضحة وحازمة وإلى دبلوماسية نشطة للتفاعل مع هذه التغييرات”.
أكد كدو، أن بعد فوز ترامب بمنصب الرئاسة الأمريكية، يزداد احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، إذ قال: “إن ملف انسحاب الجيش الأمريكي من مناطق شمال شرقي سوريا وارد جداً بعد فوز الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية” مشيراً إلى أن “ملف الانسحاب سوف يكون من المنطقة عموماً على طاولة الرئيس حين استلام مهامه بعد أقل من شهرين من هذا التاريخ”.
وأضاف أن “هذا الملف أو هكذا قرارات صعبة ربما تدرس أو تتخذ بعد ثلاثة أشهر من استلام الرئيس الجديد لمهامه الرئاسية”.
من جهته، أشار رئيس مكتب العلاقات العامة لـ”تيار المستقبل الكردي في سوريا” فادي مرعي، قبل أيام، إلى أن ملف الانسحاب الأمريكي من سوريا هو ملف معقّد جداً، لافتاً في الوقت نفسه، إلى أن “الوضع السوري بشكل عام بعد جملة التغيرات الدولية والإقليمية لم تعد من أوليات الدول”، وفق ما نقلته وكالة “باسنيوز” الكردية.
وأكد أن علاقة أمريكا مع “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” هي علاقة “عقود لا غير ولا توجد اتفاقات سياسية بينهم” وقال: “في ظل جميع الإدارات الأمريكية حيث أكثر من مرة صرحت أمريكا بأن علاقتها مع قسد عقود لا غير لا توجد اتفاقات سياسية بينهم”.
وقبل فوز ترامب، بأيام قليلة أفادت تسريبات صحفية بوجود توجّس لدى “قسد” من وصول ترامب إلى منصب الرئاسة الأمريكية، وذلك نظراً للقرارات التي اتخذها خلال فترة رئاسته السابقة التي امتدت بين عامي 2017- 2021، إذ سحب بعض قواته من مناطق الشمال السوري وأعطى الضوء الأخضر لتركيا بشن عمليتي “نبع السلام وغصن الزيتون” شمالي البلاد.
وفور فوز ترامب، سارع القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، بتهنئة ترامب، معرباً عن استعداده لتعزيز الشراكة معه.
ونقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر مطلعة أن “الأكراد يدركون أن مدة ولاية ترامب الجديدة ستشكّل خطراً جديداً عليهم بعد تجربتَي عفرين وتل أبيض ورأس العين”.
ولفتت المصادر إلى أن “الأكراد يخشون من سيناريو أن تعمل أمريكا على توريث مناطق نفوذها إلى تركيا، إمّا بالانسحاب الكامل من سوريا أو السماح بعمليات عسكرية تدريجية ضدهم”.
وأشارت مصادر “الأخبار” إلى أن “قسد قد تلجأ إلى التذكير بخيار السجون والمخيمات التي تحوي عناصر داعش وعائلاتهم، وما يشكله هؤلاء من تهديد للأمن الإقليمي والدولي، للضغط على إدارة ترامب”، مرجّحة أن “تعمل أيضاً على تحسين علاقتها مع روسيا ودمشق للجوء إليهما في حال ظهرت أيّ بوادر لانسحاب أمريكي، كما حصل في عام 2019 بعد قرار ترامب الانسحاب الكامل، قبل التراجع عن ذلك والإبقاء على قوات في محيط آبار النفط والغاز”.
وتنتشر “قسد” في مناطق شمال شرقي سوريا بدعم من القوات الأمريكية، وفي الآونة الأخيرة التي سبقت فوز ترامب، بالانتخابات الرئاسية انتشرت تسريبات أمريكية عدة أفادت بأن ترامب، يؤيد خيار الانسحاب من سوريا، ففي 7 تشرين الثاني الجاري، قال روبرت كينيدي جونيور، حليف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب: “كنا نتحدث عن الشرق الأوسط، حين أخذ (ترامب) قطعة من الورق ورسم عليها خريطة للشرق الأوسط مع جميع الدول عليها.. وكان ينظر بشكل خاص إلى الحدود بين سوريا وتركيا” وفق ما نقله موقع “ميدل إيست أي”.
نقل كينيدي عن ترامب قوله: “لدينا 500 جندي عند الحدود بين سوريا وتركيا ومعسكر صغير تم قصفه، بينما هناك 750 ألف جندي في تركيا و250 ألفاً في سوريا.. إذا واجهوا بعضهم بعضاً، فنحن في الوسط”.
وأشار إلى أن “الجنرالات” أبلغوا ترامب أن القوات الأمريكية ستكون “وقوداً للمدافع” إذا اشتبكت تركيا و”الوحدات الكردية” وحينها رد ترمب: “أخرجوهم”.
وفي آب 2024 كشف مستشار الأمن القومي السابق لترامب، هربرت ماكماستر، عن محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته السابقة، بالانسحاب من سوريا، وذلك في كتابه “في حرب مع أنفسنا: جولتي في الخدمة في البيت الأبيض في عهد ترامب”، وأشار ماكماستر، إلى أنه جرت مكالمة هاتفية بين ترامب وأردوغان، في 24 تشرين الثاني 2017 ووصف فيها أردوغان، استمرار نقل الأسلحة إلى “قوات سوريا الديمقراطية” بأنه إهدار للمال، ليجيب ترامب بقوله: “أنت على حق، هذا أمر سخيف”.