خاص|| أثر برس جرت الانتخابات الرئاسية أمس الأربعاء في عموم المناطق السورية، وسط تخوفات من حوادث أمنية في بعض المناطق، سيما تلك التي تنتشر فيها جماعات مسلحة، أو مناطق متاخمة لها.
وتتصدر هذه المناطق محافظتا القنيطرة ودرعا، اللتان هدّد فيهما مسلحون الأهالي في حال المشاركة في الانتخابات، إضافة إلى القرى والبلدات في القامشلي والرقة والحسكة ودير الزور التي تحاذي مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية-قسد”، والتي أعلنت قبل يومين من الانتخابات الرئاسية أنها ستغلق المعابر التي تصل مناطقها بمناطق سيطرة الدولة السورية.
ففي درعا عرقلت الفصائل المسلحة العملية الانتخابية في 60% من المحافظة، بعد تهديدها بالسلاح للمدنيين في تلك المناطق، حيث سبق أن أفاد مراسل “أثر” أمس الأربعاء بأن أرياف مدينة درعا، تحديدياً الريف الشرقي والغربي، شهد توتراً كبيراً فجر الأربعاء، نتيجة قيام مسلحين ملثمين، بتهديد الأهالي، وإجبارهم على إغلاق محالهم التجارية لمنعهم من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة السورية، كما خرجت مظاهرات بقيادة بعض الفصائل، تطالب بمقاطعة الانتخابات وتهدد كل من يصوّت فيها، تركزت أمام المسجد العمري في درعا البلد وبصرى الحرير، وطفس، مضيفاً أن حوض اليرموك، الواقع أقصى ريف درعا الغربي المتداخل مع الحدود الإدارية للأردن، شهد إلقاء قنابل من قبل مسلحين، على منازل وأمام سيارات أعضاء قيادات من العاملين في الدولة، ممن يتسلمون صناديق للاقتراع مما اضطرهم إلى مغادرة البلدة.
في القنيطرة كان المشهد أقل توتراً، ووفقاً لما أفاد به محافظ القنيطرة عبد الحليم خليل، في حديث مع “أثر” فإن الـ130 مركز الذين تم افتتاحهم شهدوا إقبالاً جيداً من قبل الناخبين، وقال: “إن الانتخابات لم تشهد أيّ خروقات تُذكر، وعناصر التسوية في ريف القنيطرة الجنوبية مارسوا دوراً إيجابياً مع الأهالي لتسهيل عملية الانتخاب، وسط تدقيق أمني مشدّد على الحواجز وأمام مراكز الاقتراع، مع الحدّ من حركة الدرّاجات النارية لمنع أيّ أعمال أمنية”.
أما في المنطقة الشرقية فعمدت “قسد” إلى التشويش على الانتخابات قبل بدئها، من خلال إغلاق المعابر البرية والنهرية التي تصل بمناطق سيطرة الدولة السورية، والإعلان عن مقاطعة هذه الانتخابات وأنها لن تسمح بإجراءها في مناطقها، في حين أكدت مصادر خاصة لـ”أثر” أن عدداً جيداً من المدنيين كسروا الطوق وأجبروا “قسد” على فتح الطرقات. وحول الأجواء داخل المناطق التي تسيطر عليها “قسد” أفادت المصادر بأنه يتم اعتقال أي شخص يتحدث مجرد حديث حول الانتخابات الرئاسية، حتى لو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي عموم المناطق السورية لم يتم تسجيل أي خرق أو حادث أمني بما في ذلك أرياف المحافظات.
يشار إلى أن الانتخابات الرئاسية لعام 2021 تعرضت للكثير من الانتقادات والتحديات ومحاولات عرقلتها، بدءاً من الدول الأوروبية التي أثارت الحديث حولها واتهمتها بـ”اللا شرعية” في المجتمعات الدولية إلى جانب منع بعضها من فتح السفارة السورية في بلادها وبالتالي منع الجالية السورية في أراضيها من المشاركة في الانتخابات، وصولاً إلى القوى المسيطرة على بعض الأراضي السورية والمدعومة من قوى خارجية.
زهراء سرحان