أثر برس

بعد مقتل جنودها.. واشنطن تلجأ إلى سلاح العقوبات

by Athr Press Z

بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات جراء الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الأمريكية عند الحدود السورية- الأردنية، لجأ عدد من المسؤولين الأمريكيين إلى التهديد بشن هجمات على الداخل الإيراني رداً على هذا الاستهداف.

واستدعت التهديدات الأمريكية لطهران، رد فعل من مسؤولين إيرانيين، مؤكدين أن أي اعتداء على بلادهم سيقابله رد مباشر، وقال في هذا الصدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس الأربعاء: “الرد الإيراني على التهديدات الأمريكية سيكون حاسماً ومباشراً”، مضيفاً أن “على الولايات المتحدة أن توقف لغة التهديد وتُركّز على الحل السياسي”.

وبالتزامن مع هذه التهديدات أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الأربعاء، فرض عقوبات على ثلاثة كيانات وشخص واحد، بسبب تقديم دعم مالي لمؤسسات تابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، وحزب الله في لبنان.

وشملت العقوبات شركة “Mira Ihracat Ithalat Petrol” ومقرها تركيا، وشركة “Yara Offshore SAL”، ومقرها لبنان،  والشركة الثالثة هي شركة “هيدرو” ومقرها لبنان أيضاً وذلك وفق ما نشرته وزارة الخزانة الأمريكية.

وفي هذا السياق سبق أن رجّحت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرد الأمريكي سيكون بعيداً عن التصعيد، وقالت: “يتوقع خبراء ومراقبون أن الولايات المتحدة يمكنها التعامل مع الأمر بخيارات عدة، ستحدد إدارة بايدن الأفضل منها بما لا يؤجج الوضع ولا يوسع المواجهة في المنطقة التي تشهد توتراً منذ السابع من تشرين الأول”.

وقال الخبير غليب إيفانوف، الروسي في مقال نشرته صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” الروسية  عن التهديد الأمريكي بشن ضربة ضد إيران:

“واشنطن لا تحتاج إلى صراع كبير مع إيران (سيكون بمنزلة أفغانستان جديدة)، والآن هذا غير مناسب لها على الإطلاق، لكن بايدن أيضاً لا يمكنه إلا أن يرد على مقتل جنود أمريكيين، سوف يتهمونه بالضعف، وأمامه انتخابات قريبة، لذلك، عليه أن يرد بطريقة أو بأخرى”.

من جهته، لفت المحلل الأمريكي الاستراتيجي بول بيلار، في مقال نشرته مجلة “ريسبونسبل ستيتكرافت” إلى أنه “منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، تعرضت المنشآت العسكرية الأمريكية في العراق للهجوم أكثر من 60 مرة، وتلك الموجودة في سوريا أكثر من 90 مرة، ما يؤكد أن تكاليف ومخاطر نشر هذه القوات لا تتناسب كثيراً مع أي مكاسب يمكن تحقيقها”.

وأضاف: “مهما كانت المهمة الأصلية لوجود هذه القوات، فقد تم تهميشها حتى أصبحت حماية وجودها هو الاهتمام الرئيسي، بالإضافة إلى خطر التصعيد إلى صراع أكبر جراء الهجمات المتبادلة”، ولفت بيلار، إلى أن “المسار الأفضل هو تفسير الهجوم بوصفه دليلاً آخر على أن وجود القوات في سوريا والعراق يمثل نقطة ضعف لا داع لها ويجب إنهاؤها عاجلاً وليس آجلاً”، منوّهاً بأن “الأساس المنطقي الرسمي للوجود الأمريكي في البلدين هو منع صعود تنظيم الدولة، لكن الدوافع كانت تنطوي دائماً على أكثر من ذلك”.

يشار إلى أن الهجوم الذي تعرضت له القوات الأمريكية عند الحدود السورية- الأردنية كان الأعنف منذ بدء التصعيد ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق في 17 تشرين الأول، وذلك وفق ما ذكرته شبكة “CNN” الأمريكية، الأمر الذي زاد من الضغوطات الأمريكية على بايدن للرد على هذا الهجوم وفي الوقت نفسه، شدد عدد من المشرعين والمسؤولين الأمريكيين على ضرورة احتواء التصعيد وامتناع توسعه، وفي هذا الصدد، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون في مقابلة مع شبكة ABC News: “إن جزءاً من عمل الولايات المتحدة هو التأكد من عدم توسيع صراع كما حدث في الشرق الأوسط”، كما أثار هذا الهجوم انتقادات لواشنطن بسبب عدم تصدي الدفاعات الجوية الموجودة في القاعدة للطائرة المسيّرة التي نفّذت الاستهداف، وفق ما أكدته صحيفة “وول ستريت جورنال”.

أثر برس 

اقرأ أيضاً