أثارت نتيجة الانتخابات اللبنانية الرأي العام اللبناني والعربي بشكل عام، وذلك نتيجة تعدد الأحزاب في البلاد والتوجهات، فبعد أشهر من الترويج لهذه الانتخابات النيابية، انتهى كل شيء في يوم واحد وكانت نتيجة الانتخابات في المرتبة الأولى لصالح حزب الله، هذه النتيجة قلبت الموازين لدى العديد من القوى في العالم، كون أن حزب الله اللبناني يعتبر محور اهتمام العديد من الأطراف، وفي المرتبة الأولى الكيان الإسرائيلي، الذي يهدد باستمرار بإشعال الحرب في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، مما استدعى الصحف العربية والأجنبية والعبرية الحديث عن المرحلة المقبلة بعد الانتخابات.
وكتب المُستشرق الإسرائيلي “تسفي بارئيل” مقال له نشره في صحيفة “هآرتس” العبرية تحت عنوان “هناك العديد من الأسباب التي تجعل حزب الله سعيداً وفرحاً” قال فيه:
“إنّ حزب الله حقق انتصاراً كبيراً، لم يكن يتوقعه أحد في الانتخابات، فيما خسر تيار المستقبل.. بإمكان السيّد حسن نصر الله أن يسجل أمامه انتصاراً كبيراً ومهماً للغاية، كما حصل حزب الله على القوة الكافية لإملاء تركيبة الحكومة القادمة.. من أجل المحافظة على التوازن القابل للانكسار بين أجندة نصر الله، وبين الحاجة لمنع قطع العلاقات مع الحريري، يتحتم على حزب الله تقديم التنازلات”.
“يديعوت أحرونوت”
“سعد الحريري يروج لنفسه عبر selfie app ليكسب الأصوات بينما حسن نصرالله يتعهد بحماية الشعب اللبناني و يطور البلد”.
أما صحيفة “نيوزويك” الأمريكية فقررت توسيع الدائرة أكثر وإدخال روسيا فيها، حيث نشرت مقال بعنوان “روسيا انتصرت بسوريا.. فهل تتحدى أميركا بلبنان؟” ورد فيه:
“إن روسيا التي تصر على لعب دور بارز في المنطقة ستضطر لأن ترث مهمة صعبة تتمثل في منع اندلاع حرب بين إسرائيل وسوريا، في إشارة إلى التوتر بينهما بعد ضربات إسرائيلية لمواقع تابعة للحكومة السورية.. هناك بلا شك محاولة لتوسيع النفوذ الروسي الناعم في المنطقة، وهذا قد يترجم بمزيد من التعاون العسكري وتوقيع وزارة الدفاع اللبنانية الاتفاقية العام الماضي.. لكن التشكيلة السياسة المعقدة في لبنان -خلافا للوضع في سوريا- تعني أنه لا يوجد رجال يمكن للكرملين الاعتماد عليهم في لبنان”.
وتناولت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية المؤيدة لتيار المستقبل، نتائج الانتخابات من جانب الداخل اللبناني، حيث قالت:
“لا شك في أنّ دراسة المشهديّة النيابية تحتاج إلى مزيد من التفاصيل والتوضيحات للخروج بخلاصات حاسمة، ولكن ما تبيّن حتى الآن، كفيل بتسجيل رزمة ملاحظات تطال النتائج الأوّلية”.
واعتبرت صحيفة “البناء” اللبنانية، أن النتيجة تفسح المجال أمام جميع الأحزاب والتيارات في لبنان للتباهي بالانتصار، فجاء فيها:
“ليس معيباً أن يخرج الجميع منتصراً من الانتخابات، وليس مطلوباً أن تتم المراجعات التقييمية لجدوى الخطاب والأداء علناً، ويكفي الإعلان عن الرضى لإشاعة الاسترخاء السياسي والإعلامي وإعلان نهاية الحروب الكلامية التي اشتعلت مع الانتخابات وخلقت مناخات مخيفة بين اللبنانيين، كان لها دورها في الإحجام لدى بعض الشرائح الشعبية عن المشاركة في العملية الانتخابية”.
واضح أن نتيجة الانتخابات استفزت العديد من الأطراف اللبنانية، كما أنها كانت مفاجئة كبيرة للكيان الإسرائيلي الذي بدأ يتحدث عن ضرورة تحسين العلاقات مع حزب الله، بعد الحديث عن تحضيره لحرب ضده.