المتغيرات الأخيرة التي جرت على الساحة السورية بدأت بتجريد أنقرة من أحلامها في سوريا، فالأكراد بدؤوا بتسليم مناطقهم للدولة السورية، وصراع النفوذ بين الفصائل الموالية لتركيا شمالي سوريا و”جبهة النصرة” أبعد الوجهة عن معارك تركيا شمالي سوريا لتحقيق الحلم التركي بالسيطرة على مناطق الشمالية في سوريا، فكيف ستواجه تركيا هذه المستجدات؟ وهل ستتخلى عن أحلامها؟
اعتبرت صحيفة “العرب” اللندنية أن الوقت ليس في صالح تركيا، فقالت:
“الوقت ليس في صالح تركيا التي ما زالت تواجه صعوبة في القضاء على المتطرفين، وبدعم من روسيا، وقبول الولايات المتحدة، سيكون الرئيس السوري بشار الأسد أكثر قوة في المطالبة بتراجع القوات التركية عن إدلب”.
أما “ملليت” التركية فجاء فيها:
“ترحب تركيا بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، لكنها تريد أن يخضع شرق الفرات ومنبج لسيطرة الجيش التركي والجيش الحر المدعوم من أنقرة، الغاية هي تطهير المنطقة من وحدات حماية الشعب، ولهذا تبقي تركيا على الخيار العسكري مطروحاً، ورغم أن استراتيجية الانسحاب الأمريكية لم تتضح بعد إلا أن واشنطن لا ترغب بتسليم المنطقة التي تسيطر عليها إلى الجيش التركي وبالقضاء على وحدات حماية الشعب، لهذا تسعى لإيجاد حلول أخرى لطمأنة مخاوف تركيا الأمنية”.
وفي “رأي اليوم” اللندنية جاء:
“إلى متَى سيستمر أردوغان في اللَّف والدَّوران حول دِمشق.. تَطورات شمال سوريا، وبالتحديد من منطقة إدلب وريفِها، وما يجرِي فيها مِن معارك بين النصرة، وحركة نور الدين زنكي، وموقف تركيا منها، إلى جانِب تَطورات شَرق الفُرات، ربّما تُعطِي بعض الإجابات في هذا المضمار”.
الموقف التركي لا يزال جامد تجاه الاقتتال الذي يجري بين “النصرة” و”الجبهة الوطنية للتحرير” شمالي سوريا التي تسببت بانسحاب مسلحي الفصائل الموالية لتركيا من محيط منبج إلى مناطق الاقتتال لمساندة بقية الفصائل ضد “النصرة”، والذي توصل بالنهاية إلى مفاوضات سرية بين الطرفين تسمح بدخول مسلحي “النصرة” بشكل سلمي إلى بعض القرى في ريف حلب الشالي الغربي، بالرغم من أن أنقرة كانت تقول عبر وسائل الإعلام إنها تعتبر “النصرة” إرهابية وتسعى للتخلص منها، فهل هذا الصمت يعتبر عجز تركي أم فخ من أنقرة لفصائلها؟