أثر برس

بعد وصفها بـ”الهذيان السياسي”.. لماذا تتعمد أنقرة إثارة موضوع التقارب مع دمشق باستمرار؟

by Athr Press Z

سبق أن وصفت وزارة الخارجية السورية أن الحديث عن إجراء محادثات تركية-سورية هو أمر أشبه بـ”الهذيان السياسي” إلى جانب العديد من الأحاديث التي وصفت هذه الأنباء باعتبار أنها سيناريو يصعب تحقيقه، إلا أن الفقاعة الإعلامية التي فجّرتها مؤخراً صحيفة “تركيا” والتي تقريراً أفادت خلاله بأنه قد يجري قريباً اتصالاً هاتفياً بين الرئيس بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نقل الحديث إلى مستوى آخر، حيث اتجه المحللون إلى الحديث عن سبب تفجير هذه الفقاعات الإعلامية في هذه المرحلة.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في العلاقات الدولية والمختص بالشأن التركي حسني محلي، في مقال نشره موقع “الميادين نت“: “أردوغان، الذي نجح في إحكام سيطرته على المعارضة السياسية والمسلحة، و تغيير المعادلات في سوريا، جاء ليقول إن الرئيس بوتين يتوسل إليه للمصالحة مع الرئيس الأسد، وهو ما يسوق له الإعلام التركي بين الحين والحين، وكأنه يريد أن يقول للخارج والداخل إن الرئيس الأسد استسلم له وقبل بشروطه للمصالحة، ولكنه هو الذي يرفض ذلك.. ويهدف أردوغان من خلال هذا التسويق لإجبار دمشق على القبول بشروطه المسبقة، وأهمها الاعتراف لتركيا بالدور الريادي في مجمل التطورات في سوريا المستقبل، بما في ذلك صياغة الدستور الجديد”.

فيما أشارت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية إلى أن الحديث عن تقارب بين سوريا وتركيا لا يعني تواصل بين الرئيس الأسد وأردوغان، حيث نشرت:   قد تكون مراجعة اتفاقية أضنة بشأن إجراءات محاربة حزب العمال الكردستاني أحد نتائج الاتصالات المتزايدة بين السلطات السورية والتركية” ونقلت عن الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي كيريل سيمينوف، قوله: “إن الأمر يتعلق باستمرار الاتصالات بين الاستخبارات السورية والتركية، والتي من المحتمل أن تضاف إليها اجتماعات غير رسمية بين دبلوماسيي البلدين”.

وكذلك تداولت صحيفة “الأخبار” اللبنانية هذا الملف بقولها: “لا يبدو الحديث عن تواصل وشيك بين الرئيسَين السوري بشار الأسد والتركي رجب إردوغان، وفق ما سرّبته الصحافة التركية، قابِلاً للتَحقّق، أقلّه في المدى المنظور، في ظلّ استمرار الخلاف والتوتّر بين الطرفَين”.

الحديث عن تواصل مباشر بين الرئيس الأسد وأردوغان، هو ملف يواجهه الكثير من العقبات والملفات المعقدة والمتشابكة، فالتقارب السوري-التركي يعني قبول أنقرة بكافة شروط دمشق المتعلقة بالانسحاب من الأراضي السورية واحترام سيادة الدولة السورية، وهذا الأمر يزداد صعوبة مع مرور الزمن ومع استمرار تركيا بتمكين نفسها في المناطق التي تحتلها شمالاً، ما يدفع الخبراء والمختصون إلى التأكيد على أن نشر أنباء حول تقارب سوري-تركي من قبل وسائل الإعلام التركية، ما هو إلا رسائل سياسية تركية موجّهة بالدرجة الأولى إلى الداخل التركي.

أثر برس 

اقرأ أيضاً