خاص|| أثر برس ما إن بدأت تظهر بوادر الحرب الأوكرانية، اهتمت بعض الأوساط السياسية، بالحديث عن احتمال تأثير هذه الحرب على الاهتمام الروسي بسوريا، إلّا أن روسيا ومنذ ذلك الحين أثبتت على الصعيد الميداني أنه لن يتراجع نشاطها العسكري في سوريا، بل أشار بعض الخبراء إلى أن موسكو حريصة على الاستمرار بهذا النشاط في البلاد نتيجة الفوائد التي حققتها، على أصعدة مختلفة سواء بما يتعلق بالخبرة القتالية أو اختبار الأسلحة أو وجودها على البحر المتوسط انطلاقاً من قاعدة حميميم، ومع اقتراب انطلاق الجولة السابعة لمحادثات اللجنة الدستورية، يعود الحديث عن تأثير الحرب الأوكرانية على النشاط الروسي في سوريا سياسياً.
المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، كان له دور كبير بإثارة هذه الأحاديث بعد تصريحه خلال انعقاد اجتماع لمجلس الأمن لبحث آخر التطورات في سوريا في 25 شباط الفائت، حيث عبّر عن قلقه الشديد من الآثار المحتملة على “جهوده الدبلوماسية” لإيجاد تسوية للأزمة السورية جراء تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية، وفي هذا الصدد، يؤكد عضو اللجنة الدستورية من الوفد الوطني (المدعوم من الحكومة السورية) الدكتور هيثم الطاس في تصريح لـ”أثر” أنّه “من حيث المبدأ، لا يوجد أي تأثير للحرب الروسية – الأوكرانية على أعمال اللجنة الدستورية المقبلة”، معتبراً أنّ ما يحدث في أوكرانيا اليوم هو شيء، وما جري وسيجري مناقشته في جنيف هو شيء آخر، فهو موضوع منفصل تماماً”، مشيراً إلى أن روسيا في هذه المحادثات هي مجرد وسيط داعم للدولة السورية ويتم التشاور معه على هذا الأساس.
وكذلك عضو اللجنة الدستورية ممثلة عن المجتمع المدني ميس كريدي، رأت أنه لن يكون هناك تأثير للحرب الأوكرانية على محادثات “الدستورية” حيث قالت: “لا أعتقد أن يكون هناك أثر للتداعيات الأحداث العالمية وما يحصل في أوكرانيا على أعمال اللجنة الدستورية”.
وأردفت كريدي، “أعتقد أنه إذا كان هناك انعكاسات فهي نفسية تنضبط بسهولة داخل الجلسة ولا أعتقد أن طبيعة جدول الأعمال ولا طبيعة النقاشات ولا حتى طبيعة الحوارات المتكررة تسمح أن يظهر شيء بهذا الاتجاه، وأعتقد أن الأمور ستكون مضبوطة في إطار المهمة المنوطة باللجنة الدستورية”.
وتنطلق اليوم الإثنين، الجولة السابعة من محادثات “اللجنة الدستورية” حيث أعرب بيدرسون أمس الأحد عن أمله بأن تكون مجدية، مؤكداً أن الأزمة السورية لا تزال من أخطر الأزمات في العالم.
يذكر أنّ اجتماعات الجولة السادسة للجنة مناقشة الدستور انتهت في 22 تشرين الأول الفائت، وكانت نتائجها “مخيبة للآمال” كما وصفها المبعوث الأممي إلى سوريا، ودون أن يكون لها أي نتائج تذكر، رغم أنّ الوفد الوطني السوري طرح وفقاً لما صرح رئيس الوفد أحمد الكزبري حينها، “مبادئ تعكس طموحات الشعب السوري وهواجسه، وجاء برغبة صادقة وروح إيجابية لعمل كل ما يمكن من أجل إنجاح هذه الجولة”.
قصي المحمد