أثر برس

بعدما اعتبر أن خريطة سوريا وردت في القرآن.. المجلس الفقهي السوري يُصدر بيان يدين تفسيرات مفتي الجمهورية

by Athr Press H

ردت وزارة الأوقاف السورية على تفسير مفتي البلاد، أحمد بدر الدين حسون، لسورة “التين”، خلال كلمته في تأبين الفنان صباح فخري، حيث صرّح المفتي بأن خريطة سوريا مذكورة في سورة التين، وأن الإنسان الذي يُخلق فيها يكون في أحسن تقويم، فإن تركها رددناه أسفل سافلين.

ونشرت الوزارة البيان الصادر عن المجلس العلمي الفقهي، قالت فيه إنه استجابةً للتساؤلات الكثيرة حول ماتداوله البعض من تفسير مغلوط لسورة التين من القرآن الكريم، فإنّ المجلس يحذر الذين يفسرون القرآن بقوله: إنّ “الله سبحانه وتعالى تكفّل بحفظ القرآن الكريم، وائتمن العلماء الراسخين في العلم على تفسيره، وحذر سبحانه من خلط التفسير بالأهواء والمصالح البشرية، فقال جلَ شأنه:(يحرفون الكلم عن مواضعه)، أي: على حسب أهوائهم ومصالحهم”.

وأوضح بيان المجلس العلمي الفقهي أنه “لم يتجرأ أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على تفسير القرآن برأيه، وإن التفسير بالرأي المنهي عنه هو التفسير وفق الأهواء والأغراض وليس غلقاً لباب التفكر والتدبر في آيات الله”.

وفيما يخص الآية الكريمة التي ذكرها المفتي حسون، يقول البيان إن المقطع الذي تداولته المواقع يحرّف تفسير قول الله: (والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ويخرجه عن تفسيره الصحيح.

وأضاف البيان أن “المفسرين أجمعوا فيما ذكروه من تفسير الآيات أن الله تعالى يقسم بكل عظيم، ومنه ما خلق للإنسان مما ينفعه ويصلح حياته، وما جعل في التين والزيتون من نفع عظيم، ثم أقسم بالبقاع المقدسة، ثم بيّن سبحانه أنه خلق الإنسان الذي هو المحور الأساسيُّ في الكون في أحسن تقويم، والمقصود به كل إنسان، وليس إنساناً مخصوصاً بعينه في زمان ما أو مكان ما؛ معتبراً أن هذا التفسير هو “عصبية مقيتة حذّر الإسلام منها ونهى عنها”.

وتابع المجلس في بيانه أن الله سبحانه تحدَّث عن أطوار الإنسان وردِّه إلى (أسفل سافلين) والذي عبّر عنه في آيات أخرى بـ: (أرذل العمر )؛ للضعف الذي يصيبه بعد القوة والكمال، أو بمعنى أن الإنسان يحط من مرتبته القويمة إلى أسفل سافلين عندما يخالف أوامر الله ويعرض عنها، وهذا حال يصيب كل إنسان في كل مكان وفي كل زمان، ولا علاقة له ببلاد الشام أو غيرها من المسميات القطرية التي تتغير من زمان لآخر.

كما أكد البيان أن تفسير إعجاز الخلق بهذا المفهوم الضيق بعدٌ عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورة، وهو كلام لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم، كما أنه إقحام للدِّين في إطار إقليمي ضيق.

ولفت المجلس العلمي الفقهي إلى أنه “إذ يستشعر مسؤوليته تجاه تفسير القرآن الكريم تفسيراً صحيحاً، وعدم التلاعب بمعاني القرآن، يؤكد على ضرورة التمسك بالثوابت، وعدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة التي لا تسعفها لغةٌ، ولا يقرُّها منطق أو برهان، والتي تخرق إجماع الأمة، وتكون سبباً في تفريق شملها وتساهم في شق صفّها ووحدة كلمتها”.

وفيما يخص فضل بلاد الشام، يقول البيان إنه “معروف تثبته الكثير من الآيات والأحاديث الواضحة الصريحة ولا حاجة في إثباته لمثل هذه التحريفات ولي أعناق الآيات، ولقد ألَّف كثير من العلماء كتباً عديدة في فضائل بلاد الشام، ومنهم السمعانيّ والربعيّ والحافظ ابن عبدالهادي المقدسي وابن رجب الحنبلي والسيوطي وغيرهم، ويكفينا قوله عليه الصلاة والسلام:(بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي فعُمِدَ به إلى الشام، ألا وإنّ الإيمان حين تقع الفتن بالشام)، وقوله:( إن الله قد تكفّل لي بالشام وأهله)”.

وختم المجلس بيانه بأن “منهج التفسير بالأغراض الشخصية أدى إلى ظهور التطرف في تفسيره من جهة أخرى؛ لأن منهج المتطرفين والتكفيريين إنما يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية، لذلك وجب التنويه إلى مخاطر مثل هذه التفاسير المنحرفة”.

ولم يكن هذا التصريح الأول للمفتي الذي يثير الانتقادات، فقد شنّت مواقع معارضة الهجوم على المفتي حسون، بعد قوله عقب صلاته على جثمان صباح فخري: “حزني كبير على كل من مات في الخارج، ولم يلقّ من يصلي عليه”، داعياً السوريين إلى العودة لبلادهم.

أثر برس 

اقرأ أيضاً