انتهت زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” إلى موسكو، هذه الزيارة التي كان ينتظرها “نتنياهو” بفارغ الصبر، حيث كان يعول عليها بخصوص الكثير من الملفات أبرزها الوجود الإيراني في سورية ، وأخذ امتيازات جديدة في تنفيذ اعتداءاته على مواقع في سورية والعراق إضافة إلى دعم حملته الانتخابية، في حين أكدت الصحف العربية والعالمية ووسائل الإعلام العبرية أن هذه الزيارة كانت فاشلة جداً.
وأكدت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن هذا اللقاء كشف عن حدوث صدع في العلاقات الروسية-الإسرائيلية فقالت:
“نتنياهو حاول تصوير اللقاء على أنه إيجابي ويندرج ضمن سلسلة التعاون بين إسرائيل وروسيا، وحاول استغلاله لمصلحته انتخابياً، إلا أنه لم ينجح بذلك وفق مصادر إسرائيلية مطلعة أفادت بأن اللقاء كان فاشلاً، وإسرائيل الآن تعيد حساباتها بشأن استهداف مواقع في سورية والعراق، وأضاف المصدر أن شيئاً ما تصدع في العلاقات الروسية-الإسرائيلية، وبوتين يشعر بأن أحداً ما يخدعه في مسألة سورية ولبنان، وهذا ما لن يمر عليه مرور الكرام، ووجه تحذيراً لنتنياهو من مغبة ضرب الأهداف المذكورة مستقبلاً”.
وجاء في “الأخبار” اللبنانية:
“العناق البارد، الذي تخلّل الزيارة كما وصفته أمس صحيفة يديعوت أحرونوت، يؤكد من جديد خطأ ما كان يردّده نتنياهو وحاشيته من أن دوره وشخصه وصداقاته هي التي تؤمّن موقفاً متفهّماً من قِبَل الجانب الروسي لهجمات إسرائيل في سورية، لا العلاقات المبنيّة على التخادم بين الجانبين في تحقيق المصالح، نتنياهو، فهو يعود إلى إسرائيل صفر اليدين هذه المرة، فلا دبابة ولا رفات من معركة السلطان يعقوب، ولا التزامات من بوتين بعطايا تزيد عن مستوى عطاياه في الساحة السورية، سوى تأكيده، غير المباشر، أن زيارة نتنياهو قد تكون الأخيرة لروسيا، بصفته رئيساً لوزراء إسرائيل”.
وأشارت “غازيتا رو” الروسية إلى أن موسكو تعتبر إيران حليف لها ولا ترغب بإفساد العلاقات معها، فقالت:
“لا يخفون في إسرائيل حقيقة أنهم يريدون خروج إيران من سورية، لأنهم يعتقدون بأن وجود طهران في دولة مجاورة يهدد أمن الدولة اليهودية، أكثر ما تخشاه إسرائيل هو وجود حزب الله في سورية.. في الوقت نفسه، تعد إيران حليفة روسيا في سورية، حيث تحارب ضد “داعش” وتعمل طهران كضامن لعملية السلام في سورية، إلى جانب روسيا وتركيا، ولا ترغب موسكو في إفساد العلاقات مع حليف إقليمي قوي”.
وسائل الإعلام العبرية بمعظمها تحدثت عن خيبة أمل “نتنياهو” في هذه الزيارة، حيث تحدثوا عن انتظار الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثلاث ساعات وعن اللقاء البارد الذي تم استقباله به، ما يشير إلى أن موسكو لم تغير أولوياتها في سورية خصوصاً والشرق الأوسط عموماً، وبالتأكيد “إسرائيل” ليست من ضمنها.