خاص || أثر برس شهدت حمامات السوق في العاصمة دمشق إقبالاً لافتاً خلال الفترة الماضية، بعد ازدياد ساعات قطع الكهرباء، والتي انعكست بشكل واضح على معيشة المواطن.
وأسباب عودة الإقبال على هذه الحمامات بحسب ما شرح عدد من روادها لـ “أثر”، كان أولاً الحصول على الماء الساخن للاستحمام والذي بات يحتاج وقتاً طويلاً تماشياً مع تقنين الكهرباء، وثانياً للحصول على بعض التسلية.
أحد رواد حمامات السوق يقول لـ “أثر”: “ساعات الوصل لا تكفي لتسخين المياه لكل أفراد العائلة لينعموا بالاستحمام، فسخان المياه يحتاج لساعة ونصف لتصل المياه لدرجة حرارة مناسبة للاستحمام”.
ويضيف: “نحن عائلة من 5 أفراد، كل يوم يمكن لشخص واحد أن يستحم، فكنت أمام خيارين، إما أن أنتظر دوري في الأسبوع أو أذهب لحمام السوق”.
محمد، أيضاً من رواد حمامات السوق يؤكد أن مشكلة الكهرباء هي ما دفعه للتوجه لحمام السوق، شارحاً: “نعتمد في المنزل على الكهرباء لتسخين المياه، فالمازوت المتوفر قد لا يكفي للتدفئة حتى يكفي للاستحمام، لكن في الأسبوع الأخير أصبحتِ انقطاعات الكهرباء تزداد، فاخترت التوجه لحمام السوق بالإضافة إلى أنه مكان يتيح بعض أجواء التسلية والاسترخاء كالأركيلة والمساج”.
علاء من قاطني جرمانا بريف دمشق، يرى أن مشكلة انقطاع المياه التي تتزامن مع انقطاع الكهرباء هو دافع جديد لذهابه إلى حمام السوق، مضيفاً: “أحياناً نصل لمرحلة لا تكفي المياه للاستحمام، ومن باب التسلية والاستحمام نختار وأصدقائي يوماً في الأسبوع للذهاب لحمام السوق والاستمتاع بحمام دافئ يتخلله الكثير من الرفاهية والتسلية مع الشباب المتواجدين في الحمام، لاسيما أن تكلفته المقبولة تشجع على زيارته”.
أحد العاملين في أحد أشهر حمامات السوق بدمشق القديمة، أكد لـ “أثر” أن هناك إقبالاً هذه الفترة على حمام السوق لسببين، الأول انقطاع الكهرباء الطويل، والثاني تزامنه مع عيد الميلاد، مضيفاً: “في الماضي كان الجميع يحضر إلى الحمام كنوع من السيران للاستمتاع بوقته للتسلية، بالإضافة للاستحمام وحمامات البخار أما اليوم وبسبب عدم توافر الكهرباء والمازوت ازداد رواد الحمامات من أجل الاستحمام فقط، ما حال دون فقداننا للزبائن”، مبيناً أن أسعار الحمامات لم ترتفع إلا بشكل بسيط، لارتفاع سعر المازوت.
وهنا أوضح العامل لـ “أثر” أن الأسعار في الحمام مقبولة نوعاً ما، فالحمام الكامل بـ10 آلاف بدون ملحقات، أما الملحقات كالمساج مثلاً بـ6 آلاف، والأركيلة بـ6 آلاف، منوّهاً بأنه لا يوجد أوقات مخصصة للنساء حيث تم إلغاؤها.
ويضيف أنه خلال الفترة الماضية كان الذهاب لحمام السوق شبه مقتصر على كبار السن، وعلى طقوس الأفراح، إذ يذهب العريس قبل عرسه إلى الحمام، ويزفه أصدقاؤه وسط عراضة شامية، لكن اليوم عاد هذا النشاط للواجهة مجدداً ولم يعد من كماليات الحياة كما كان في الصيف، حيث يختار الناس الذهاب للمسبح.
يُذكر أن الحمامات الدمشقية الشهيرة هي حمام البكري وحمام الملك الظاهر بيبرس في باب توما وحمام الرفاعي في الميدان، وعز الدين في باب الجابية، ونور الدين الشهيد في دمشق القديمة، والمُقدَّم في الجسر الأبيض، والتيروزي في باب سريجة.