أكد الاجتماع التشاوري لمجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق، في مدينة جدة بالسعودية، ضرورة عودة سوريا إلى محيطها العربي.
وأصدرت الخارجية السعودية صباح اليوم السبت، بياناً في ختام الاجتماع التشاوري، أكد أهمية تنسيق المواقف وتوحيد الجهود بين الدول المشاركة في الاجتماع تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتشاور في الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، ويعيدها إلى محيطها العربي، ويحقق الخير لشعبها.
كما أكّد البيان أهمية حل الأزمة الإنسانية في سوريا، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات إلى جميع المناطق في البلاد، وعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم وإنهاء معاناتهم.
إلى جانب تأكيد مكافحة “الإرهاب وتنظيماته” والعمل على استقرار الأوضاع في سوريا والحفاظ على سيادتها والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤونها.
ودعا البيان لدورٍ قيادي عربي لإنهاء الأزمة في سوريا، كما أكد مركزية القضية الفلسطينية وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
ودعا مجلس التعاون الخليجي في 11 نيسان الجاري إلى اجتماعٍ يبحث في إمكان عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ووفق مصادر نقلت عنها مسبقاً وكالة “رويترز” فإن الرياض تنوي دعوة الرئيس بشار الأسد، إلى حضور قمة جامعة الدول العربية، في الـ19 من في أيار المقبل.
وفي وقتٍ سابق، كشف وزير الخارجية السعودي عن عملٍ عربي لصياغة حوار سيتم “لا محالة” مع دمشق، بالتشاور مع المجتمع الدولي.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر ديبلوماسي عربي، تأكيده على أن “قرار قبول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ما زال ينضج”، مشيراً إلى أجواء “إيجابية” تسود المشاورات الحالية بين عدة جهات عربية فاعلة.
وقال الدبلوماسي: “إن الزيارات التي قام بها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إلى عدد من الدول العربية والتقارب والحركة الدبلوماسية التي شهدتها الساحة السورية في أعقاب زلزال 6 شباط، ساعدت في تليين المواقف”.
كما نقلت الصحيفة عن رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور محمد عز العرب، تأكيده على أن الظروف الآن مهيأة أكثر من أي وقت مضى لعودة سوريا إلى الجامعة العربية”.
ويؤكد الخبراء أن هذ الاجتماع يعتبر بمنزلة تطور سياسي مهم في مسار التقارب العربي مع سوريا، وذلك نظراً إلى مشاركة قطر فيه، حيث تعتبر قطر من الدول الرافضة لعودة سوريا إلى محيطها العربي، وفي هذا الصدد سبق أن نشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية تقريراً نقلت فيه عن مصادرها أن “قطر والكويت ما زالتا تعارضان عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكن من المشكوك فيه أن تقاوم هاتان الدولتان التيار لمدة طويلة”.
يشار إلى أنه في الآونة الأخيرة تزايدت وتيرة التقارب العربي من سوريا، وكان آخر التطورات وأهمها فيها زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد إلى العاصمة السعودية الرياض، بعد 12 عاماً من القطيعة بين الجانبين.