أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الأربعاء أن بلاده حاولت العثور على الجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية أوستن تايس، المختفي في سوريا منذ عام 2012.
وذكر بايدن في بيان بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لاختطاف تايس “ضغطنا مراراً على حكومة سوريا للعمل معنا حتى يتسنى لنا، في نهاية المطاف، إعادة أوستن إلى الديار، واليوم، أدعو مجدداً لإطلاق سراحه على الفور”، وفق ما نقلته قناة “الحرة”.
وفي أيار 2024 طالبت والدة تايس، حكومة بلادها بالعمل لإعادة ابنها، مشيرة إلى أن آخر محاولة للتفاوض بين واشنطن ودمشق كانت في آذار الفائت، من دون التوصل لأي نتائج، مشيرة إلى أن تلك المفاوضات لم تكن جدية.
وأضافت أن “أوستن لم يحصل على الالتزام والتفاني الذي تبذله الحكومة الأمريكية لتحرير الرهائن الإسرائيليين الموجودين لدى حماس”، مشيرة إلى وجود “كيانات أو وسطاء آخرين أبدوا رغبتهم بالانخراط في مفاوضات بين واشنطن ودمشق، ولكن الحكومة السورية تريد “التقارب المباشر مع الحكومة الأمريكية”.
وبعدما تسلّم بايدن، سدة الرئاسة، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “الإخفاق في إعادة تايس إلى وطنه من أكبر إخفاقات إدارة ترامب”، بينما لفتت صحيفة “نيويورك تايمز” حينها إلى أن “اختفاء تايس يمثّل اختباراً لمسؤولي إدارة بايدن”.
ومن جملة المحاولات الأمريكية، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية سابقاً بأن مدير وكالة المخابرات المركزية اتصل عام 2017 بمدير مكتب الأمن الوطني السوري لبحث هذا الملف موضحة أن “الاتصالات تعطلت بعد الضربات الصاروخية الأمريكية ضد أهداف عسكرية في سوريا”.
وعام 2020 أفادت صحيفة “الوطن” السورية بوصول وفد أمريكي للتفاوض مع الحكومة السورية بشأن الأمريكيين المختفين في سوريا وعلى رأسهم تايس، موضحة أن “الحكومة السورية رفضت إجراء أي تفاوض قبل مناقشة ملف الانسحاب الأمريكي من سوريا”.
وفي آب 2022 أصدرت الخارجية السورية بياناً أكدت فيه أنها غير مسؤولة عن اختفاء أي مواطن أمريكي في سوريا، مشيرة إلى أن “الحكومة الأمريكية اعترفت منذ سنواتٍ مضت بأن أوستن تايس دخل وغيره من الأمريكيين إلى أراضي الجمهورية العربية السورية بشكلٍ غير شرعي”، متابعة “تنفي حكومة الجمهورية العربية السورية أن تكون قد اختطفت أو أخفت أي مواطنٍ أمريكي دخل إلى أراضيها أو أقام في المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الحكومة السورية، وتشدد على حقيقة التزامها المطلق بمبادئ القانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية”.
وفيما يتعلق بالتصريحات الأمريكية التي أفادت بأنه جرى مباحثات أمريكية- سورية حول تايس، أكد بيان الخارجية السورية حينها أن “سوريا تؤكد أن أي حوارٍ أو تواصلٍ رسمي مع الجانب الحكومي الأمريكي، لن يكون إلا علنياً ومؤسساً على قاعدة احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، مشددة على أنه “على الجانب الأمريكي وبشكلٍ فوري وغير مشروط سحب قواته العسكرية التي توجد على أراضي سوريا بشكلٍ غير شرعي، والامتناع عن سرقة وتهريب النفط والقمح السوري، ورفع الغطاء والحماية عن الجماعات الانفصالية المسلحة وعن الجماعات الإرهابية المسلحة التي توجد في قاعدة التنف العسكرية الأمريكية غير الشرعية، ووضع حدٍ نهائي وغير مشروط للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة من الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الشعب السوري”.
واختفى أوستن تايس في سوريا في آب 2012 في ريف دمشق، وهو كان جندياً في البحرية الأمريكية وصحافياً مستقلاً، وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية سابقاً بأن مسؤولين أمريكيين سابقين تجاهلوا ملف تايس، وهذا أثار تساؤلات حول سبب ذهابه إلى سوريا.