أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده تعمل على توجيه صادراتها من الغاز والنفط والفحم الروسي إلى دول تحتاج إليها بعيداً عن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية على روسيا تسببت برفع الأسعار عالمياً.
وقال بوتين خلال اجتماع حكومي حول تطوير منطقة القطب الشمالي أمس الأربعاء: “لقد أثر رفض عدد من الدول الغربية التعاون الطبيعي، بما في ذلك التخلي عن جزء من موارد الطاقة الروسية، على ملايين الأوروبيين وخلق أزمة طاقة حقيقية تنعكس على الولايات المتحدة، الأسعار ترتفع في كل مكان والتضخم يتخطى الحدود وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لهذه البلدان”، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وأكد بوتين أن روسيا تواجه صعوبات أيضاً في هذا الصدد، موضحاً في الوقت ذاته أن الفرص البديلة والخيارات وآفاق الفرص الجديدة تنفتح أمام روسيا، حيث قال: “بالنسبة للنفط والغاز والفحم الروسي سنكون قادرين على زيادة استهلاكها في السوق المحلية، وتحفيز معالجة المواد الخام وكذلك زيادة إمدادات موارد الطاقة إلى مناطق أخرى من العالم، التي هي بحاجة لموارد الطاقة”.
وشدد الرئيس الروسي على ضرورة استغلال كل الفرص المتاحة وتطوير ممرات النقل، بما في ذلك مشروع “خط العرض الشمالي” لمد سكك حديدية بطول 707 كيلومترات في منطقة القطب الشمالي.
وأصدر تعليمات للحكومة والشركات المشاركة، ومن ضمنها شركة “غازبروم”، في المشروع للبدء في بناء مرافق المشروع هذا العام، وحث على عدم تأجيل تنفيذ المشاريع في منطقة القطب الشمالي بسبب ضغوط العقوبات، بل على العكس يجب زيادة وتيرة تنفيذها.
وفي السياق أعلن وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغين، أن سعر النفط قد يرتفع إلى 150 دولار للبرميل الواحد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الوضع الجيوسياسي والاقتصادي الحالي يعرقل وضع التوقعات.
تصريح بوتين حول تصدير الموارد الروسية النفطية إلى الدول الصديقة، يأتي بعد أيام من تصريح لنائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، والتي قال فيها إن بلاده ستتجه إلى تصدير المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية إلى الدول الصديقة، حيث أشار الخبراء حينها إلى إمكانية استفادة سوريا من هذه الصادرات، حيث أكد الخبير الاقتصادي زياد غصن، لـ “أثر” أن هناك توقعاً أن تشهد المستوردات السورية من روسيا تحولات من قبيل، دخول المشتقات النفطية على قائمة المستوردات السورية من روسيا، إذ أنها حسب بيانات العام الماضي الخاصة بالمستوردات ليس لها أي حضور، وهذا أمر تفرضه معاناة سوريا في تأمين حوامل الطاقة، وما تشهده من أزمة داخلية كبيرة،
إلى جانب زيادة كمية المستوردات المتعلقة بالغذاء كالقمح، زيت عباد الشمس، والذرة الصفراء وغيرها.
وفي هذا الصدد، أكد السفير السوري لدى روسيا رياض حداد، في حديث لـ “أثر” أن التوريدات الروسية إلى سوريا لن تشهد أي تراجع أو تأخير.