توجه أمس الاثنين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى السعودية بالتزامن مع الكثير من المتغيرات التي تجري في منطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت الفترة الأخيرة في المنطقة تغيرات كبيرة قلبت العديد من الموازين وغيرت شكل التحالفات، ما دفع بعض الدول إلى إعادة رسم سياساتها وتحالفاتها في المنطقة، واللافت أن العديد من المحللين ربطوا هذه الزيارة بالملف السوري.
وفي هذا السياق تحدث الصحفي كمال خلف في “رأي اليوم” اللندنية عما يحمله الرئيس بوتين في جعبته خلال زيارته إلى السعودية، مشيراً إلى أن الملف السوري سيكون من أولوياته، فقال:
” يسعى بوتين لإقناع الرياض للانخراط في مسار أستانه أي بمعنى آخر الانحياز للحل الروسي للأزمة السورية، وتعتبر موسكو أنها حققت إنجازاً كبيراً بجر تركيا إلى الانخراط في هذا المسار بعيداً عن التصورات الأمريكية للحل أو حتى مسار جنيف حيث التدخلات الدولية المفتوحة، وترغب موسكو في ضم الرياض أيضاً إلى هذا المسار، وأن تدعم السعودية مسار الحل الروسي للأزمة السورية، وهذا القرار السعودي الذي يبدو صعباً للغاية استدعى حضور بوتين شخصياً إلى الرياض للعمل على إقناعها بذلك، والتحركات السعودية فيما يخص ملف سورية حذرة، ولكن لابد من تسجيل بعض الخطوات الصغيرة ولكنها هامة ويمكن اعتبارها مؤشرات على توجه سعودي يخالف نسبياً الرغبات الأمريكية بحدود دنيا”.
وبدورها أكدت “الرياض” السعودية على أن هذه الزيارة سيتم خلالها بحث حلول العديد من القضايا لا سيما الملف السوري:
“تتوج زيارة بوتين للمملكة، حالة التوافق التام في الآراء والتوجهات بين البلدين تجاه العديد من الملفات السياسية الساخنة، التي تشهدها المنطقة والعالم، وتعلي من حجم التنسيق المستمر بين الرياض وموسكو، وهو ما يصب في بحث حلول لعدد من الملفات السياسية، مثل الملف السوري، وملف التنسيق الأمني والعسكري والتقني والمشروعات العسكرية المشتركة”.
في حين جاء في “أوراسيا ديلي” الروسية:
“حتى قبل أن تبدأ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية، سميت في موسكو بالتاريخية، ونتائجها المتوقعة بغير المسبوقة”.
زيارة بوتين، جاءت بعد أزمة كبيرة وقعت فيها السعودية والتي تسببت بها ضربة أرامكو التي هبط بسببها إنتاجها من النفط إضافة إلى رفض الإدارة الأمريكية تقديم أي مساعدة لها دون مقابل، إضافة إلى تزامن هذه الزيارة مع انحسار نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، ما قد يدفع السعودية للجوء إلى روسيا التي قد تتمكن من توفير غطاء أمني لها بسبب علاقاتها القوية مع من أظهرت لهم المملكة العداء بأمر من واشنطن كإيران، إلّا أن روسيا لن تقوم بذلك دون مقابل والذي حدده العديد من المراقبين بأنه قد يكون في الملف السوري الذي يشهد في المرحلة الأخيرة العديد من التطورات التي تصب في المصلحة الروسية وقد يسهل من نجاحها سحب السعودية من تحت المظلة الأمريكية خصوصاً بما يتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية الجديدة.