انتهت أمس الجمعة الجولة الخامسة من محادثات اللجنة الدستورية، بإعلان فشلها من قبل مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون، وبتبادل التهم بين وفدي الدولة السورية والمعارضة.
حيث قال بيدرسون، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الجمعة: ” الأطراف لم تتوصل إلى أي نتيجة، ولم يتم الاتفاق على موعد الاجتماع الجديد، لقد أخبرت 45 مشاركاً بأنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو” مشيراً إلى أنه سيذهب إلى دمشق وموسكو وعواصم عربية وإقليمية لمناقشة الأمر، مؤكداً على ضرورة إنشاء آلية لتحديد نقاط الاتفاق بين وفود اللجنة حتى نستطيع التقدم للأمام، وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأكد بيدرسون أن الجولة كانت “مخيبة للآمال” مشدداً على أن الاستمرار بعقد الاجتماعات غير ممكن دون تغيير طريقة العمل.
وأضاف بيدرسون “أشرت إلى عدد من الأشياء التي اعتقدت أنه يمكننا تحقيقها قبل الاجتماع، لكنني أخشى أننا لم نتمكن من القيام بذلك، وأعتقد أن السبب في ذلك هو عدم فهم كيفية إحراز تقدم داخل اللجنة”.
تبادل اتهامات بين وفدي الدولة السورية والمعارضة:
وفي الوقت الذي أعلن فيه بيدرسون عن فشل محادثات الجولة الخامسة، يتحدث كل من الجانبين عن تفاصيل المحادثات متبادلين التهم فيما بينهما، حيث قال رئيس الوفد الوطني الدكتور أحمد الكزبري، في مؤتمر صحفي أمس الجمعة: ” الطرف الآخر كان يلتف حول جدول الأعمال المتفق عليه وهو مناقشة المبادئ الأساسية في الدستور أو المبادئ الدستورية وتم تقديم طروحات تخالف هذا الجدول من جهة وتبتعد عن الواقع السوري من جهة أخرى” مشيراً إلى أن بعض الطروحات التي قُدمت تعكس وبشكل صريح أجندات دول معينة ومشغلة لبعض أعضاء الطرف الآخر وبالتالي هم يتحملون المسؤولية كاملة عن هذا السلوك أمام السوريين كافة، مؤكداً أن وفده قدم مناقشات نشطة، إضافة إلى عدد كبير من الأفكار “الإيجابية” التي تعبر عن أفكار السوريين، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” السورية.
وبين الكزبري أن “الوفد الوطني طرح في الجولة السابقة آلية للتقدم ورفضت مباشرة من قبل الطرف الآخر وعاد المبعوث الأممي إلى طرح ما سماه منهجية بعد وصول الوفود إلى جنيف تتمثل بتحديد عدد من المبادئ يجب أن تعرض بشكل يومي وهذا شرط مسبق ويخالف ورقة الإجراءات والمعايير الأساسية أما النقطة الثانية التي طرحت أيضاً بعد الوصول إلى جنيف فتقول إنه من المفروض أن تكون الآلية أو المقترح متوافقاً عليه قبل بدء الجولة وكذلك تفرض هذه الآلية اختيار شخص واحد من الوفد ليقوم بشرح المبادئ التي يريد أن يضعها في ذلك اليوم وهذا غير منطقي وغير موضوعي وغير بناء على الإطلاق فإذا كنت سأختار شخصاً ليقوم بطرح المبادئ فما معنى أن يكون الوفد مكوناً من 15 عضواً”.
من جهته، قال مصدر مسؤول من وفد هيئة التفاوض في جنيف: “إن اللجنة لم تتطرق إلى جدول أعمال اجتماعات الجولة الخامسة المعد مسبقاً، ولم تناقش العناوين العريضة من المبادئ الأساسية بالدستور” معتبراً أن وفد الدولة السورية تعمد بإضاعة الوقت خلال المحادثات من خلال أسئلة وصفها بأنها “غير ضرورية”، وفقاً لما نقلته صحيفة “القدس العربي”.
كما طالب الرئيس المشارك للجنة الدستورية السورية عن المعارضة السورية هادي البحرة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في تنفيذ القرارات الدولية حول سوريا، وقال: “إن اللجنة الدستورية لم تتمكن من بدء أعمالها المقررة بصياغة الدستور بعد خمس جولات”.
وأضاف عضو الوفد “المدني” الثالث عبد العزيز الحلاج في مداخلة خلال الجلسة الأخيرة “ما زلنا بعد خمس جولات من النقاش بعيدين عن تحديد منهجية حقيقية للنقاش لكي نبني أي تفاهم نستطيع أن نخرج به للشعب السوري لنقول بدأت العملية.. وصلنا للمساء في آخر جلسة من آخر يوم من الجولة التي يبدو أنها ستكون الأخيرة ولم نصل إلى أي توافق”.
يشار إلى أن هذه المرة الأولى خلال محادثات اللجنة الدستورية في جنيف، التي يشير فيها بيدرسون إلى عدم إمكانية الاستمرار بالمحادثات إلا بشروط، حيث كانت تنتهي المحادثات باستمرار بتحديد موعد الجولة القادمة.