بالتزامن مع الانفتاح العربي على دمشق، شهد أواخر عام 2021 الفائت حضوراً مصرياً علنياً في الساحة السياسية السورية، وسط تأكيدات من قبل مسؤولين مصريين وسوريين على عدم انقطاع العلاقات بين الطرفين طوال فترة الحرب السورية، وتمثلت مؤشرات مؤخراً بمبادرة أطلقتها مصر لإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، خلال لقاء جمع بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي.
هذا الحضور المصري على الساحة السياسية السورية، جعل القاهرة أحد الأبواب التي يطرقها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون لبحث مستجدات الأزمة السورية، وذلك بالتزامن عن جولة جديدة من محادثات اللجنة الدستورية التي يروج خلالها لمقترح “خطوة بخطوة”، وفي هذا الصدد، أفادت وكالة “سانا” الرسمية بأن وزير الخارجية المصري سامح شكري تلقّى أمس الإثنين اتصالاً هاتفياً من بيدرسون في إطار التنسيق والتشاور الدوري حيال المستجدات على الساحة السورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد حافظ في بيان أمس الإثنين: “إن شكري تلقى اتصالاً هاتفياً من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون”، مضيفاً: “الوزير شكري أكد حرص مصر البالغ على الدفع قدماً بالعملية السياسية في سوريا وشدد على ضرورة أن تضمن التسوية الشاملة للأزمة بسط سوريا سيادتها على كامل ترابها الوطني وبما يحفظ استقلالية قرارها السياسي ويضع حداً لتداعيات الأزمة الإنسانية على الشعب السوري الشقيق”.
وبدوره أطلع بيدرسون الوزير المصري على التحركات والاتصالات الجارية سعياً نحو تحريك مسارات التسوية السياسية للأزمة في سوريا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبحث فيها بيدرسون تطورات الوضع في سوريا مع وزير الخارجية المصري، حيث سبق أن التقى الطرفان في القاهرة بتاريخ 14 تشرين الأول الفائت، لمناقشة مستجدات العملية السياسية في سوريا.
محللون وخبراء مصريون، يؤكدون على أهمية عودة العلاقات المصرية – السورية إلى طبيعتها بالنسبة لمصر، حيث علّق المفكر المصري عبد الحليم قنديل، سابقاً على هذا التقارب المصري – السوري بقوله: “سوريا تُعتبر العمق الاستراتيجي لمصر، والاتصالات بين دمشق والقاهرة لم تنقطع منذ عام 2011″، مضيفاً:”هناك عوامل استجدت في المشهد السوري الذي بات يلقى دعماً مصرياً واضحاً لاستعادة سوريا الدولة والمؤسسات”.
يذكر أنه منذ تشرين الأول الفائت يشدد المسؤولون المصريون على عدم تورط مصر بدعم أي جهة ضد الدولة السورية، حيث قال شكري خلال زيارة إلى موسكو في 5 تشرين الأول: “مصر لم تتورط بأي شكل من الأشكال في أي من التفاعلات التي حدثت خلال 10 سنوات الماضية في سوريا”، وكذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شدد في 27 من الشهر ذاته، على رفض بلاده لفرض سياسة الأمر الواقع في سوريا، حيث قال: “نرفض محاولات بعض الأطراف الإقليمية التي تسعى فرض الأمر الواقع، سواء عبر انتهاك السيادة السورية أو إجراء تغييرات ديموغرافية قسرية هناك”.