خاص|| أثر برس منذ نحو عامين بدأت تظهر في مدينة سرمدا والدانا على الحدود السورية- التركية مطاعم فخمة ومولات بسويّة خمس نجوم، وتمتاز بنظام عمراني حديث وإكساء ممتاز بالإضافة إلى ما تحويه من تجهيزات ومعدات أوربية فخمة.
مصادر “أثر” في إدلب أكدت أنه في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها سكان محافظة إدلب من فقر وانعدام الخدمات الطبية ووجود مئات العائلات داخل مخيمات على الحدود السورية- التركية، بدأ الجناح الاقتصادي لمتزعم “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” المدعو “أبو محمد الجولاني” في إدلب بضخ ملايين الدولارات لإقامة هذه المولات التجارية والمطاعم وتحديداً في مدينة سرمدا والدانا بالقرب من الحدود السورية- التركية، بالإضافة إلى إقامة عدد من المطاعم الفخمة داخل مدينة إدلب حيث تولى المدعو “أبو ماريا القحطاني” عراقي الجنسية المسؤول عن الجناح الاقتصادي لـ”الهيئة” في إدلب، باستقدام أفخم التجهيزات والمعدات اللازمة لإقامة هذه المولات في مناطق سيطرة “الهيئة” عن طريق تهريب هذه المواد بواسطة تجار وسطاء عبر الحدود السورية- التركية، حيث تم إقامة 3 مولات و5 مطاعم بسويّة خمس نجوم في منطقة سرمدا والدنا، بالإضافة إلى المجمعات السكنية الفخمة تحت اسم قصور سرمدا، حيث تم الاستعانة بفنيين أتراك لإقامة الأبنية وإكسائها على الطراز الحديث.
وأضافت المصادر أنه تم إقامة 6 مطاعم داخل مدينة إدلب وتم إرسال عدد من العمال إلى تركيا لإقامة دورات تدريبية لإدارة هذه المطاعم والمولات، وتقدّر هذه الاستثمارات بأكثر من 100 مليون دولار.
من أين حصل “الجولاني” على هذه الاستثمارات؟
قالت مصادر “أثر” في إدلب إنه منذ أن سيطرت “الهيئة” على أرياف إدلب فرضت أتاوات وضرائب على أصحاب المحال التجارية والمطاعم والأراضي بالإضافة إلى عائدات المعابر التي تسيطر عليها بين مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” التابعة لأنقرة بريف حلب والمعابر بين سوريا وتركيا، إلى جانب تحكّم “الهيئة” بسوق المحروقات في إدلب والذي يعود عليها بأرباح ضخمة، بالإضافة إلى عمليات تهريب البشر والخطف وتجارة الأعضاء والمخدرات وسرقة المواد الغذائية والإغاثية والطبية المقدمة من المنظمات الدولية وإعادة بيعها في أسواق محافظة إدلب أو تهريبها إلى تركيا، وضخّت هذه الأعمال على “الهيئة” ملايين الدولارات شهرياً.
ماذا عن استثمارات “الجولاني” في تركيا؟
كشفت المصادر عن قيام قياديين في “الهيئة” بالتواصل مع “الائتلاف” المعارض الذي يتخذ من تركيا مقر له ومده بملايين الدولارات، وذلك بهدف استثمارها في تركيا وهذا الأمر حصل بالفعل من خلال استثمار عشرات المطاعم والفنادق وإنشاء شركات استيراد وتصدير بأسماء أعضاء “الائتلاف” وأقربائهم، حيث تعود أرباح هذه المنشآت بشكل مباشر إلى “الجولاني” مقابل صرف رواتب شهرية لبعض أعضاء “الائتلاف” لقاء إدارة هذه المنشآت، وتتركز هذه الاستثمارات في إسطنبول وغازي عنتاب وإزمير وأورفه.
“الجولاني” يحرق كل من يقف في طريق استثماراته:
خلال الأشهر الماضية سُجّل عدة حرائق في محال تجارية ومطاعم في مدينة إدلب وسرمدا، وبالعودة إلى مالكي هذه المنشآت التجارية تبيّن أن جميعها تعود لأشخاص لا يرتبطون بـ”الجولاني” وحاولوا فتح مطاعم ومحال تجارية تضر بمصلحة متزعم “الهيئة”، ففي بداية الأمر لجأ “الجولاني” إلى فرض ضرائب وأوتاوات كبيرة عليهم لمنعهم من العمل في أسواق إدلب وعندما لم تنجح هذه الخطة لجأ إلى سياسة حرق هذه المحلات والمطاعم بفترات زمنية متباعدة بحجة وجود ماس كهربائي فيما سُجّل بعضها الآخر ضد مجهول.
يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة لمع نجم “الجولاني” بشكل أكبر في منطقة شمال غرب سوريا، حيث بدا متزعم “هيئة تحرير الشام” حريصاً على التسويق للاعتدال في المناطق التي يسيطر عليها، إلى جانب ظهوره ضيفاً على وسائل إعلام أمريكية، وإعادة ترتيب الفصائل الجهادية المسيطرة على إدلب، وغيرها من المظاهر التي أوحت بأن “الجولاني” يعمل على تمكين نفسه بدعم من أطراف خارجية فاعلة في الحرب السورية.
باسل شرتوح- إدلب