بعدما أقدمت “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاؤها)”، على اعتقال عدد من قياديي الفصائل المسلحة في مناطق سيطرتها، أفاد فصيل “جيش الأحرار” بمقتل أحد عناصره المعتقلين بسجون “الهيئة” في إدلب.
وأكد “جيش الأحرار” أن العنصر التابع لها قُتل في سجون “الهيئة” إثر التعذيب، بعد أشهر من اعتقاله بتهمة “العمالة” والتعامل مع “التحالف الدولي”، وفق ما نقله “المرصد” المعارض.
وفي منتصف كانون الثاني الفائت اعتقلت “الهيئة” أحد قيادييها بعد تطويق منزله بالكامل، وتم اقتياده إلى أحد مقراتها الأمنية من دون الكشف عن مصيره، كما اعتقلت أيضاً 5 من قيادييها ضمن أحد المزارع على أطراف مدينة سرمدا بالقرب من الحدود السورية- التركية.
وتزامنت حملة الاعتقالات تلك مع انشقاق “جهاد عيسى الشيخ” المدعو “أبو أحمد زكور” عن “الهيئة”، إذ يعد “زكّور” المسؤول عن الجناح الاقتصادي فيها، كما كان مسؤولاً عن جميع الملفات المالية منها محطات الوقود والمطاعم والأموال التي تحصّلها “الهيئة” من المدنيين والتجار وأصحاب الأراضي بفرض الإتاوات والضرائب.
وأكدت مصادر “أثر برس” سابقاً أن “متزعم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني كان قد أصدر أمراً باعتقالتهم العام الماضي، من دون تقديم أي إثبات على التهم الموجه إليهم، ولم يتم عرضهم على أيٍّ من المحاكم الشرعية داخل مناطق سيطرة الهيئة، بينما طالب قياديون حاليون الجولاني بتقديم إثبات على التهم الموجهة للقياديين الموجودين في سجون الهيئة أو الإفراج عنهم، الأمر الذي دفع الجولاني للإفراج عنهم خشية من توسّع رقعة الاحتجاجات، وتسجيل انشقاقات جديدة في صفوف الهيئة”، مبيّنة أن “الجولاني حاول المماطلة في إطلاق سراح القياديين، لكن الضغوط التي تعرض لها، وخوفه من تسجيل انشقاقات جديدة دفعة إلى إطلاق سراح ما يقرب 40 مسلحاً وقيادياً كانوا محتجزين في سجون الهيئة”.
وفي 29 كانون الثاني الفائت، أفادت مصادر محلية لـ”أثر برس” بأن عدداً كبيراً من أهالي القياديين المعتقلين في سجون “الهيئة” توجهوا إلى ما يعرف باسم “المحكمة الشرعية”، مطالبين بالإفراج عنهم بسبب سوء أوضاعهم الصحية وعدم ثبوت أي من التهم الموجهة إليهم.
وبدأت حملة الاعتقالات التي شنها “الجولاني” في تموز 2023 ووصل عدد القياديين الذين تم اعتقالهم حينها إلى 450 قيادي، وتزامنت تلك الاعتقالات مع تحركات عدة لـ”الجولاني” حاول فيها الحضور في ملفات عدة، وكان آخرها زيارته التي أجراها قبل أسبوع إلى منطقة “جبل السماق” وأجرى لقاء مع وجهاء المنطقة الدروز، معرباً عن تأييده لاحتجاجات السويداء، إلى جانب لقاءاته مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية في بداية آب 2023.