أكد السفير الأمريكي لدى “إسرائيل” توماس نايدز، أن التصعيد الذي تشهده منطقة الضفة الغربية في فلسطين لا يقل أهمية عن التهديد الذي تشكله إيران بالنسبة للكيان الإسرائيلي.
وقال نايدز خلال مؤتمر لمكافحة الإرهاب في جامعة رايشمان في هرتسليا أمس الأحد: “من المهم بالنسبة لنا ألا نغفل عما يمكن أن يحدث إذا تفاقم الوضع الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية” وفقاً لما نقلته وسائل إعلام عبرية.
وفي السياق ذاته، نقلت قناة “التلفزة الإسرائيلية” الرسمية أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق “تامير هايمان”حذر من تقلص فرص منع التصعيد في الضفة الغربية بسبب الأزمة السياسية الداخلية في “إسرائيل”.
وقال في سلسلة تغريدات كتبها على حسابه على “تويتر” اليوم الإثنين: “إن الأزمة السياسية في إسرائيل تحول أي مبادرة تهدف إلى تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية إلى قضية سياسية، في حين أن معالجة هذه الأوضاع تعد التزاماً مهنياً”.
ولفت إلى أن “التصعيد في الضفة الغربية لا يحمل في طياته فقط إمكانية تعزيز قوة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وإضعاف السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وعرضهما على أنهما متعاونان مع إسرائيل”.
وأضاف: “عندما يقتحم الجيش الإسرائيلي مناطق السلطة الفلسطينية لتنفيذ اعتقالات فإنه يهين قادة السلطة ويقدمهم كعملاء” وذلك تعليقاً على حملات الاعتقال التي ينفذها “الجيش الإسرائيلي” مؤخراً بكثافة في الضفة الغربية.
وتشهد الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، اشتباكات عنيفة بين شبان فلسطينيين و”الجيش الإسرائيلي”، وذلك إثر إقدام قوات الاحتلال على اقتحام العديد من البلدات في الضفة مثل جنين ورام الله ونابلس، ما خلّف شهداء وجرحى في صفوف الشبان الفلسطينيين إلى جانب اعتقال العشرات منهم، وذلك بعد حملة اعتقالات شبه يومية في الضفة الغربية طالت مطلوبين تتهمهم “إسرائيل” بتنفيذ هجمات ضدها، حيث بدأت هذه الحملة منذ آذار الفائت، وفي هذا الصدد أشار الكاتب والمحلل السياسي “عاموس هرئيل” خلال لقاء له مع وكالة “شينخوا” الصينية إلى أن “أي قتيل في عمليات الجيش الإسرائيلي يزيد الرغبة في الانتقام ويدخل شباب آخرين إلى دائرة الاحتكاك”، مشيراً إلى أن “تقديرات الجيش تظهر أن أعداد المسلحين الذين يشاركون في الاشتباكات في مدينة نابلس حالياً هي الأكبر في الضفة الغربية منذ سنوات”.
وأضاف “الأجهزة الاستخباراتية لا تعرف في إسرائيل متى ستحدث نقطة الانقلاب، التي ستجر الضفة إلى تصعيد كبير خاصة في ظل التقديرات باحتمال شن عملية عسكرية واسعة”.
وبدوره قال الكاتب الإسرائيلي “ألون بن دافيد”: “إن ما تشهده الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة هو وجه انتفاضة من نوع جديد”.