تُبدي الإدارة الأمريكية اهتماماً لافتاً بالتصعيد اليمني ضد السفن الإسرائيلي في البحر الأحمر، وذلك بالتزامن مع إعلان “أنصار الله- الحوثيين” اليمنيين نيتهم لتوسيع عملياتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر.
الاهتمام الأمريكي بالتهديد اليمني للاحتلال الإسرائيلي تمثّل بتحركات عدة، إذ أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أمس الإثنين أن واشنطن تجري محادثات مع دول أخرى بشأن إنشاء قوة عمل بحرية دولية في البحر الأحمر.
وقالت الخارجية الأمريكية: “إن المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ سوف يزور منطقة الخليج هذا الأسبوع” موضحة أن ليندركينغ سيعمل مع الأمم المتحدة والسعودية والإمارات وعمان والشركاء الدوليين لدعم حل الصراع في اليمن في أقرب وقت ممكن.
وأضافت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة “تعمل مع شركاء بحريين رئيسيين لتأمين ممر آمن للشحن العالمي”، وأن المبعوث الأمريكي “سيبحث مواصلة الدبلوماسية المكثفة والتنسيق الإقليمي لحماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن وسط الهجمات الإيرانية والحوثية على الشحن الدولي”.
وأوضحت أن ليندركينغ سيؤكد على ضرورة احتواء التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة، مؤكدة أن “نشوب صراع أوسع في الشرق الأوسط لا خدم مصالحنا ولا مصالح شركائنا الإقليميين الداعمين للسلام الدائم في اليمن”.
وجاءت هذه التحركات بعدما تعرضت السفن الإسرائيلية لهجمات عدة من قبل جماعة “أنصار الله” اليمنيين، وكان آخر استهداف بتاريخ 3 كانون الأول الجاري، إذ أعلنت الجماعة اليمنية استهداف سفينتين في البحر الأحمر.
ولم تقتصر التحركات الأمريكية على الزيارات والتصريحات، إذ نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر سياسية يمنية مطّلعة، قولها: “إن عرضاً أمريكياً – غربياً قُدّم إلى أنصار الله، قبل أيام، عنوانه تحقيق السلام في اليمن، مقابل التوقف عن مهاجمة العدو الإسرائيلي، وهو ما رفضته الحركة”.
وتعقيباً على هذه الاستهدافات اليمنية قال سابقاً الباحث في شؤون الخليج في مركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب “إيلان زاليات” قوله: “إن الحوثيين أثبتوا أنهم قادرون على العمل كعنصر فاعل خارج حرب اليمن، مما يجعلهم أكثر خطورة” مرجحاً أن تكون “القواعد والبنية التحتية الأمريكية في الخليج ما تزال معرضة للخطر” متابعاً “يمكن أن يستهدفوا القوات الأمريكية في شبه الجزيرة العربية وربما في القرن الأفريقي، فهذا كله في متناول الحوثيين”.
وأكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أنه “بعد عملياتنا البحرية نقول إن حلم الاحتلال بشق قناة بن غوريون بات من الماضي” وأعلنت القوات المسلحة اليمنية في 3 كانون الأول الجاري أنها ستستأنف استهداف الاحتلال الإسرائيلي، بعد استئناف الأخير لعدوانه على قطاع غزة.