خاص|| أثر برس نفّذت مجموعات “قوات تحرير عفرين” ليلة أمس السبت، هجوماً صاروخياً باتجاه قاعدة “كلجبرين” العسكرية التركية، بالتزامن مع هجومٍ بري استهدف الخطوط الدفاعية المتقدمة لـ “فصائل أنقرة”، على طول المحور الممتد من قرية “كلجبرين” وصولاً إلى قرية “كفر خاشر” في ريف منطقة “أعزاز” شمال حلب.
وأفادت مصادر لـ “أثر” بأن أصوات انفجارات ضخمة سُمعت قبل حلول منتصف الليلة الماضية من جهة القاعدة العسكرية التركية المتمركزة في قرية “كلجبرين”، ليتبين لاحقاً أن الأصوات نجمت عن انفجار كميات من الذخيرة الموجودة داخل القاعدة، جراء استهدافها من قِبل مجموعات “قوات تحرير عفرين” بما يزيد على عشرة صواريخ.
من جهتها نفت مصادر خاصة لـ “أثر” وقوع أي إصابات بين الجنود الأتراك، مبينةً أن معظم الصواريخ سقطت في محيط القاعدة، باستثناء صاروخ واحد ضرب مستودع ذخيرة ثانوي بداخلها، لتقتصر الخسائر التركية على الماديات فقط.
وفي أعقاب الهجوم الصاروخي، تقدمت مجموعات عدة من “تحرير عفرين” في وقتٍ واحد نحو الخطوط الدفاعية لمسلّحي “فصائل أنقرة” حول القاعدة، لتدور إثر ذلك اشتباكات عنيفة امتدت لاحقاً لتصل إلى أطراف قرية “كفر خاشر”، بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون نفذته “تحرير عفرين” باتجاه معسكر تدريب تابع لفصيل “الجبهة الشامية”على أطراف مدينة أعزاز.
وعلى غرار سيناريوهات الهجمات السابقة، لم تحاول “تحرير عفرين” إحراز تقدم بري على الأرض خلال هجومها، فاعتمدت أسلوب الاشتباك السريع لتحقيق ما أمكنها من خسائر بشرية بين صفوف “فصائل أنقرة”، قبل أن تنسحب مجدداً نحو مناطق تحصنها في ريفي “عفرين وأعزاز”، حيث بلغت حصيلة الاشتباكات وقصف المعسكر، ما يزيد على عشرين قتيلاً وجريحاً بين عناصر الفصائل.
بدورها، ردت القوات التركية على الهجمات كعادتها، عبر استهداف المدنيين في القرى التي تنتشر فيها وحدات الجيش السوري شمال غرب حلب، إذ قصفت قريتي “الشيخ عيسى” و”البيلونية” ومدينة “تل رفعت” بما يزيد على عشرين قذيفةً مدفعية، وأدى هذا إلى خسائر مادية كبيرة بممتلكات المدنيين والأراضي الزراعية.
وفي سياقٍ متصل، تحدثت مصادر لـ “أثر”، عن اندلاع اشتباكات عنيفة أمس السبت، بين فصيلي “فيّلق الشام” و”فرقة السلطان سليمان شاه” المعروف باسم “العمشات”، في محيط بلدة “جنديرس” بريف منطقة عفرين الجنوبي الغربي.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات جاءت إثر خلافات بين مسلّحي الفصيّلين اللذين كانا تحالفا مع “هيئة تحرير الشام” خلال صراعها الأخير مع “الفيّلق الثالث”، حول أحقية الاستحواذ على حاجز قرية “جلمة” الاستراتيجي وعائداته، لتتطور الخلافات إلى اشتباكات عنيفة أدت إلى إصابة 10 مسلحين على الأقل من كلا الجانبين.
وتعمل مجموعات “قوات تحرير عفرين” المشكّلة من المقاتلين الأكراد الذين انسحبوا من منطقة عفرين إبان الاجتياح التركي للمنطقة قبل أربع سنوات، على تنفيذ ضربات مباغتة بين الحين والآخر نحو القواعد العسكرية التركية المنتشرة بشكل خاص في منطقتي عفرين وأعزاز، بالتزامن مع هجمات برية نحو مواقع “فصائل أنقرة” في المنطقتين، وهذا كبّد القوات التركية وفصائلها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عشراتٍ من القتلى والجرحى، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة.
زاهر طحّان – حلب