دخل فجر أمس الأربعاء قرار وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي حيز التنفيذ، وسط تعدد في التحليلات العربية والغربية حول نتيجة هذه المعركة التي استمرت 69 يوماً، وتوصيف الانتصار والهزيمة فيها.
وفي هذا الصدد، لفت المحلل والباحث الإسرائيلي “أميت ماحول” في تقرير نشره موقع “ميدل إيست أي” البريطاني إلى أن “الاتفاق يمثل اعترافاً من جانب إسرائيل بعدم قدرتها على تحقيق نصر عسكري حاسم”، مضيفاً أنه “ربما يكون هذا أول قرار عقلاني يعترف بحدود القوة ويقر بأن الجيش منهك ومثقل بالأعباء ويفرض ضغوطا شديدة على الجنود وخاصة قوات الاحتياط”.
الأمر نفسه، أشارت إليه صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية في تقرير ترجمه موقع قناة “الميادين نت” إذ جاء في الصحيفة أن “وقف إطلاق النار مع لبنان هو الشرّ الضروري، الأفضل الذي يُطاق قياساً بالبدائل”، مضيفة أن “المطلوب الآن هو قول الحقيقة أنه ليس هناك ولن يكون هناك انتصار مطلق والبدء في إعادة تأهيل المنازل بسرعة حتى يتمكّن من يريد العودة أن يعود، مع الأخذ بالاعتبار أنه ليس الجميع (مستوطني الشمال) سيعودون، وبالتأكيد ليس في الشهرين الأولين أو حتى في السنة الأولى”.
وأضافت أن “المطلوب أيضاً هو الشروع في صفقة تبادل للأسرى مع غزة”، مشيرة إلى أنه “من دون هذه الصفقة فإنه سيكون من المستحيل العودة إلى الحياة الطبيعية”.
من جانبها لفتت صحيفة “الإيكونومست” البريطانية إلى أن “الهدف المعلن لإسرائيل من الحرب على لبنان، كان لجعل المستوطنين يشعرون بالقدر الكافي من الأمان للعودة إلى الشمال، ولكن من غير الواضح ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سيحقق الغرض منه”.
وأضافت أن” عاماً كاملاً من القتال، في غزة ولبنان، فرض ضغوطاً هائلة على جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
وخلُصت الصحيفة في تقريرها إلى أن “منافسي نتنياهو السياسيين، بل بعض حلفائه أيضاً، ينظرون إلى الاتفاق على أنه استسلام بالفعل”.
من جانبها، عملت صحيفة “الغارديان” البريطانية لتوصيف المشهد الذي شهدته مختلف المناطق اللبنانية فور دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مشيرة إلى أن “الجيش الإسرائيلي حذّر بعد وقت قصير من بدء وقف إطلاق النار من أن سكان جنوب لبنان لا ينبغي لهم الاقتراب من مواقع قوات الدفاع الإسرائيلية والقرى التي أمرت قواتها بإخلائها، ومع ذلك، كانت الطرق المؤدية من بيروت إلى جنوب لبنان مليئة بالمارة”.
ولفتت في مقالة أخرى، إلى أن “إسرائيل يبدو أنها جاءت إلى طاولة المفاوضات بعد تحذيرات من واشنطن بأن الفشل في الاتفاق على وقف إطلاق النار من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة إلى عدم استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي من شأنه أن يفرض وقف إطلاق النار في ظل ظروف غير مواتية لإسرائيل”.
يشار إلى أن الحرب استمرت أكثر من 60 يوماً استهدف خلالها الاحتلال الإسرائيلي مختلف المناطق اللبنانية بدءاً من العاصمة اللبنانية بيروت وصولاً إلى الجنوب اللبناني، وفي الأول من تشرين الأول الفائت أطلق عملية برية جنوبي لبنان من دون أن يتمكن من السيطرة على أي قرية لبنانية.